+ A
A -
بدأ فصل الشتاء يطرق الأبواب، وبدأ حديث الناس يتغير بل أن ألسنتهم تبدلت وصار كل حديثهم عن المقناص والمقانيص، ولكن الأهم من هذا وذاك أن البرد كفيل بتغير نفسيتك ولذلك تجد الناس تسارع إلى التخييم لكي تفترش الأرض وتحتضن السماء هذا هو عشق الشتاء..
عشق لا يشبهه شيء إلا أن ما ينغص كل شتاء هو السؤال الأزلي والذي يبحث عن إجابة دائمة! من أول من سيرتدي ثوب الشتاء؟
هي لحظة فاصلة في تحديد بداية دخول فصل الشتاء الحقيقي الكل ينتظر ذلك المواطن المغوار الذي سينفذ أول عملية غير مسبوقة بارتداء ثوب الصوف، طبعاً المسألة ليست بهذه السهولة التي تتخيلها! فهذا المواطن الفدائي سوف يعرض نفسه للسخرية، أو يجد صورته متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره سبب هروب الشتاء.
إذا الكل في انتظار من سيعلق الجرس، لأن هذا المسكين قد تكون نهايته كنهاية الفأر الذي قرر إنقاذ معشر قومه عندما قرر أن يعلق الجرس في رقبة القط.
هذا حالنا دائماً مع دخول فصل الشتاء، حيث ننتظر شخصا ما يقوم بالمبادرة الايجابية لنتبعه بعد ذلك. وهذا الأمر لا يختص بوقت زمني، ولكن هي حالة ترافقنا في حياتنا بشكل عام، حيث تنعدم فينا روح المبادرة الإيجابية إلا من رحم ربي.
إن روح المبادرة تعني انتهاز الفرص السانحة، والتي قد لا تتكرر مرة أخرى، خاصة في مجتمعاتنا المتقلبة بتقلب فصول السنة، فاليوم قد يكون شديد البرودة، وغداً يصبح مشمسا حارا.. فبادر إلى الإصلاح دون انتظار ردة فعل الآخرين لأنك ستكتشف الكثير حولك يفضلون الاتباع وليس الإبداع.
ولعل لنا في أزمة الحصار خير فرصة للمبادرة.. بادر للخير ولا تهتم بآراء الآخرين، لأنهم سوف ينتقدون ما ستقوم به ولكن في النهاية سيجبرون على اتباعك ولو بعد حين.. امتلك الشجاعة لكي تخرج ثوبك الصوف من دولاب ملابسك بعد أن ظل حبيس المكان لسنين تتردد في كل مرة من ارتدائه لخشيتك من كلام الناس.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
26/10/2017
3050