+ A
A -
غالبا ان أمتنا سوف تنشغل بما يفرقها وتخطئ بأنها قد لا تلقي بالا لما يجري في العالم من تغييرات اهمها ما يصف اليمين التقليدي، ومعه اليمين المتطرف في صف واحد، وبروزهما في واجهة الحياة السياسية بالقارة العجوز البيضاء على وجه الخصوص،واستطاعتهما احتلال عدد غير مسبوق من المقاعد في البرلمانات الاوروبية، مما يعني ان هذا اليمين سيكون قادرا على دفع فرسانه إلى قصور السلطة الاوروبية، بل ان رفع شعار «أميركا أولا» في بلاد العم سام هو ايضا في سياق صعود اليمين في الحضارة البيضاء، وهي ظاهرة تؤشر لصراعات وحروب ونزاعات مدمرة، ربما ستكون منطقتنا مسرحا خطيرا لبعضها.
واحدث انتصارات اليمين في اوروبا فوز زعيم الحزب المحافظ في النمسا سيباستيان كورتز الذي سوف يتحالف مع اليمين المتطرف في بلاده لتشكيل حكومته.
وهناك اسباب عديدة لصعود اليمين في اوروبا، واولها: انه لم يعد مجديا التعويل على السقوط المروع للامبراطورية الحمراء، اذ سرعان ما نجح الرئيس الروسي بوتين في القيام من بين انقاض الانهيار وغباره ليبني روسيا القوية التي يزداد حاليا دورها على المسرح الدولي، ونجحت إلى حد غير متوقع في العودة بقوة إلى مناطق نفوذها، ومن ثم فقد استدعى هذا الاستقواء الروسي صعود اليمين الأوروبي.
وثاني الاسباب: انه مع بداية ما عرف بثورات الربيع العربي، ظهرت عدة صراعات في الشرق الأوسط، منها الأزمات السورية، والليبية، واليمنية وظهور تنظيم الدولة الإسلامية«داعش» مما أدى لزيادة الهجرة واللجوء إلى أوروبا، التي رغم انها تعاني من قضايا انجابية وسكانية، الا انها لم تستمرئ استقبال غرباء لاجئين، خاصة ان الإرهاب وحوادثه في اوروبا ضاعف من الكراهية للاجئين على عمومهم.
وثالث هذه الاسباب: الاحتياط لعود كبير للحضارات في القارة الصفراء، التي ينتقل اليها مراكز القوى الاقتصادية الكبيرة والمستجدة في العالم.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
23/10/2017
1596