+ A
A -
هربوا من القتل، يحملون الآمال والأحلام، عبروا البحار والأنهار اجتازوا الفيافي والجبال، ركبوا القطارات والطيارات والجمال والحمير والبغال، تاركين خلفهم الأشلاء والدماء وشعبا يُذبح بدم بارد، وأمة تُقتل للانتقام ممن قاد الجيوش من حلب وحرر الأقصى، للانتقام ممن هرب وحيدا وأقام دولة الأندلس، لإنهاء وطن أنجب رجالا حملوا الرسالة إلى الأقاصي البعيدة، ففتحوا السند والهند، وأقاموا الامبراطورية الإسلامية العظمى، من دمشق إلى الرباط، إلى كابول إلى تاج محل، هربوا للنجاة بأطفال ورجال قد يحملون نطفة رجل يحمل الأمانة ليعيد للأمة هيبتها، ولكن ما واجهوه من أهوال في البحار وعطش في الصحراء وعناء في الجبال كان يفوق قدرة الرجال، فمات أطفال وسقطت نساء وبقي من بقي ووصل إلى شواطئ السلام في بلاد الجوار، أو في القارات البعيدة أميركا اللاتينية واوقيانوسيا، ومنهم من حل ضيفا على العالم العربي، وهؤلاء هم من أخصص لهم هذا المقال، لا السوريين الذين وصلوا إلى استراليا أو نيوزيلاندا أو فنلندا لو ألمانيا أو إيطاليا كانوا محظوظين بتوفير التعليم لهم سواء، أما من جاءوا إلى العالم العربي هم، الذين حرموا من التعليم لسبب أو آخر مع انه تم توقيع اتفاقيات مع صلتك وعلم طفلا لتعليم 1.2 مليون طفل سوري في العالم.
قد لا تشمل هذه الاتفاقيات الأطفال السوريين في قطر لوجود حق لتعليم مجاني لمن آباؤهم يعملون في الحكومة القطرية، ولوجود رسوم بدل تعليم لمن يعملون في مؤسسات شبه حكومية، ومن يعملون في القطاع الخاص واللاجئين لهم مدرسة الجالية السورية وبالمجان، وقد ضاقت المدرسة، وبات العشرات من الأطفال بلا مدرسة، وحاول السيد نزار الحراكي السفير السوري في الدولة إيجاد حل ووضع العديد من الاقتراحات سواء بالدوام المسائي أو زيادة فصول مع وجود مساحات تكفي، ويقول المشكلة انه ليس هناك تعاون من بعض أبناء الجالية الذين لهم حق تعليم مجاني في الحكومة، هؤلاء لكي يكسبوا البدل الذي يدفع لهم سجلوا أبناءهم بالمدرسة على حساب غير القادرين، ويأمل ونأمل معه موافقة وزير التعليم على الدراسة المسائية لقبول من حرموا من حق التعليم كما أن فرض رسوم على القادرين حل يسهل إيجاد أماكن لغير القادرين، وهذا يحتاج إلى قرار من وزارة التعليم، أما المحرومون السوريون في الدول العربية من التعليم، نأمل من وزاري التعليم العربي أن يضع أمر تعليم أبناء سوريا على جدول أعماله وإلزام الدول العربية بقبولهم وتسهيل تنقلهم حتى لا يكون الجيل المقبل خواء.
نبضة أخيرة
من يطلب من إسرائيل العون كالمستجير بالرمضاء من النار!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
21/10/2017
1844