+ A
A -
ما لا تدركه «اسرائيل» ان انكشافها الكامل وانهيار روايتها التاريخ ية حجرا حجرا، خاصة في الشهور الاخيرة، يساعد في تعميق الانجاز الجماهيري لحقوق الفلسطينيين، ليس في العالم العربي فحسب، ولكن في كل مكان تقريبا، رغم الحروب والانقسامات العربية التي استغلها نتانياهو لتسريع النهب وتثبيت المسامير.
الوعي الانساني تجاه فلسطين تسارع في السنوات الاخيرة، حتى صار طاغيا في تدرجه كما تتدرج امواج التسونامي، وذلك بالتزامن مع قلادة عُلّقت في اعناق كل من يؤمنون انهم بشر، على خلفية التأكد بالادلة العلمية المحايدة انه لا علاقة للكيان الغاصب، بالارض التي يحتلها.
وعندما انفجر رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، نجح بأقل من دقيقة في طرد اعضاء الوفد الاسرائيلي من المؤتمر 137 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في روسيا. فقد كان الغانم ساعتها يرتجل جُمَلا نسيجها الحق والعدالة: «اخرج إن كانت لديك ذرة كرامة يا محتل ويا قاتل الأطفال.. احمل حقائبك أيها الغاصب واخرج من القاعة».
وعندما سمعت الدوائر الحاكمة في فلسطين المسروقة التصفيق الحاد الذي حظي به الغانم من 2300 ضيف و800 نائب يمثلون 150 دولة مشاركة، فهمت معنى أنْ يتراكم الوعي الجماهيري عبر الاجيال ويستوطن حتى يصبح قناعة غير قابلة للدحض، خلاصتها ان اسرائيل ليست شرعية، ولا ينقذها إلا الفيتو الاميركي الظالم.
كان الغانم صريحا، وكانت كلماته مدوية حازمة انسحب بعدها رئيس الكنيست ومرافقوه من المواجهة مطأطئي الرؤوس وهم يجرون أذيالهم وخيبتهم ويحملون حقائبهم وبقايا كرامتهم«.
وإذا كان ثمة من يدعي في الارض المحتلة ان الزمن كفيل بمحو كراهية اسرائيل من الاذهان، فنحن نسأل: لماذا عدتم بعد ثلاثة آلاف سنة، الى مكان اقتصر وجودكم في مكان صغير منه، على ما سمي مملكة يهودية استمرت 80 عاما، ضمن عشرات الممالك التي أقامتها شعوب شتى تعاقبت، على فلسطين ولم يدع اي منها انه يملكها؟!
وإلا فلماذا عبر نتانياهو قبل ايام عن قلقه على مستقبل اسرائيل، آملا ان يحتفل كيانه بمئويته بعد ان فشلت المملكة المذكورة بالوصول الى المائة؟ فهل يتحقق حلمه ام قلقه؟
يذكرنا ما حدث في المؤتمر البرلماني الذي نَوَّرته كلمة مرزوق الغانم، بزيارة وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق عمير بيرتز الى المغرب الاسبوع الماضي لحضور لقاء برلماني متوسطي، وذلك عندما صرخ بوجهه النائب إحسان عابد الحلاق: «أنت مجرم حرب.. لذلك فأنت غير مرحب بك هنا».
نموذجان فحسب من مئات غيرها حدثت وتحدث وستحدث في عواصم العالم كله، وهي أدلة تراكمية على الوعي بحقيقة اسرائيل، والاجماع على ضرورة تفكيك اعمدتها العنصرية. ونحن على ثقة بأن يتحقق ذلك مهما تأخر الموعد.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
20/10/2017
1669