+ A
A -
شباب اختاروا مهنة الرازي، وتخرجوا في أرقى الجامعات، وعادوا يتأبطون شهاداتهم في الطب العام، ومنهم من حصل على الامتياز، وتدرب في مؤسسات صحية، ومنهم من سجل في البورد، فرح الآباء الذين أفنوا العمر في انتظار لحظة التخرج، واستثمروا عمرهم من أجل فلاح ونجاح أبنائهم، وزغردت الامهات ورقصت الاخوات.. فالطب مهنة إنسانية ينشدها من أراد الخير للبشرية.
هم شباب تعلموا في مدارس قطر بكل المراحل.. الابتدائية والثانوية وتفوقوا في الثانوية، وحصلوا على معدلات تؤهلهم لدراسة الطب في جامعات عربية واجنبية.. ذهبوا اليها وكلهم فرح وعادوا والحبور يملأ قلوبهم أنهم سوف يردون لقطر التي احتضنتهم وعلمتهم ولا يعرفون بلدا غيرها.. ولا يعشقون وطنا كعشق وطنهم قطر، ففيها مرابع الطفولة وفيها أصدقاء الفريج والمدرسة والملعب.. يردون لها بعضا من جميلها.. لكنهم فوجئوا بشرط قاس انه لا يحوز تعيين طبيب الا بعد مضي 3 سنوات على تخرجه.. وهذا الشرط يشمل التعيين في القطاعين الحكومي والخاص.. وأصيب الخريجون بالإحباط وانتكس الآباء. وحزنت الأمهات واختنقت الضحكة وانتحرت البسمة.. حتى جاءت وصفة من طبيب قطري تعاطف مع زملائه في الانسانية.. وقال لهم: ارفعوا هذه الوصفة للوزيرة فهي طبيبة إنسانية وتقدر ما معنى ان تدرس الطب لمدة 7 سنوات، وسوف تصرف لكم العلاج وتقبلكم كمتدربين برواتب رمزية لمدة 3 سنوات ثم يتم تعيينكم أطباء مقيمين.
الشباب..خجلوا.. وقالوا نحن اطباء ويعز علينا ان نضع الزميلة الطبيبة الوزيرة في هذا الموقف. فاتصل بي الطبيب الانسان لأرفع الوصفة لسعادة الوزيرة بأمل استثنائهم من قرار زميلها الوزير السابق والسماح لهم على الأقل بالعمل في القطاع الخاص أو في المراكز الصحية.. فهم اطباء يحملون علوم العصر الحديث وما استجد على علوم الرازي وابو قراط.. والأمل بك سعادة الوزيرة ان تصرفي لهم وصفة الدواء.
نبصة اخيرة
للدم لون.. ولون الدم واحد، ولدم العرب ألف لون!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/10/2017
1950