+ A
A -
مع اقتراب 2017 من خاتمته، يمكننا نحن سكان الشرق الاوسط والخليج، ان نطلق على هذا العام عام التمدد الايراني والتقلص العربي، وعام انهيار المقاومة الفلسطينية، وعام ارتداء »حركة الجهاد العالمي« وجها آخر لا يقل خطورة عن سابقه، رغم وقوف تنظيم داعش على حافة السقوط كدولة خلافة مزعومة، فيما مُعلّمه تنظيم القاعدة في حالة كمون يقال انها هدوء ما قبل العاصفة.
وليس سرا ان مواقف الرئيس السابق اوباما هي التي منحت طهران حرية الحركة للتوسع السريع الممول من خلال رفع العقوبات والافراج عن الاموال المجمدة منذ عهد الشاه، ومن ثم توصل الدول الكبرى الى الاتفاق النووي مع ايران، وهو الاتفاق الذي يسعى ترامب اليوم لإحراقه.
وليس سرا ايضا، ان ادارة اوباما بنت استراتيجيتها على خلفية تنفيذ 19 عربيا هجوم 11 سبتمبر 2001 الارهابي على نيويورك وواشنطن، دون ان يكون بينهم ايراني واحد .
وفيما دخلت اشنطن وطهران مرحلة التلاسن وتبادل التهديدات النارية، يخرج علينا منظر حركة حماس أحمد يوسف بالقول العجيب إن سلاح المقاومة وكتائب القسام، قضايا غير خاضعة للنقاش في هذه المرحلة من المصالحة الفلسطينية، والقول الاعجب بأن جهود محمد دحلان »الايجابية« حركت المياه الراكدة بين الضفة وغزة.
هذه القضايا الشرق اوسطية المتداخلة تشتعل الآن بقوة، وزادها اشتعالا فرض اكبر دولتين عربيتين حصارا على دولة قطر، فشل تماما في تحقيق اهدافه، لكنه نجح في نقل مجلس التعاون الى غرفة انعاش مجاورة لغرفة الجامعة العربية.
وإذ تبددت الآمال المعقودة على الرياض والقاهرة بقيادة الامة نتيجة انضمامهما الى قائمة المُقعَدين في العالم العربي، وفي اعقاب نَقل سوريا والعراق واليمن وليبيا الى المشرحة، فإن بعض من تسيطر عليهم احلام اليقظة، ما زالوا يتحدثون عن حلول ملؤها الامل والسعادة، رغم ان الدود ينغل تحت السجاد الاحمر المفروش لأصحاب السيادة والفخامة.
لن تنعم ايران بما تعتقد انها غنمته، لأنها لم تحسب حساب أمرين: الاول انقلاب الادارة الاميركية الجديدة على ما اتفقت عليه القديمة مع طهران، والثاني انها لم تقدر مشاعر جيرانها حق تقدير.
وفيما تتربص بالاكراد سنوات قاتمة ستعطل مشروع الاستقلال الى اجل بعيد جدا، اذا تحقق، فما يزال الارهابيون الذين ينشطون تحت يافطة الجهاد، فعالين في العراق وسوريا واليمن والمغرب ومصر والفلبين واندونيسيا والسعودية وغيرها، بينما تعج مواقع عديدة في اوروبا وأميركا بالخلايا الارهابية النائمة التي لا يعرف احد متى تقرع اجراسها.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
16/10/2017
1702