+ A
A -
جاءت استراتيجية ترامب لاحتواء ايران عدائية وصادمة الى ابعد حد، حين اعلن انه لن يصادق على الاتفاق النووي معها، بل سيلجأ الى إلغائه في اي وقت ضمن صلاحياته كرئيس، ما لم يفعل الكونغرس شيئا تجاه اعادة العقوبات على طهران، والتي علقت بموجب الاتفاق.
هو مصمم إذن على المضي قدما في موقفه المستند الى قناعة اوضحها منذ حملته الانتخابية ومفادها ان الاتفاق النووي هو الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، ما يستدعي تمزيقه حسب ما ردد مرارا.
لكن رد الفعل الايراني كان فوريا ومحملا بالتهديد والوعيد، مما يبشرنا بشهور ملتهبة قادمة، لا يمكن استبعاد اللجوء الى خيار القوة خلالها، خاصة اذا اخفق الوسطاء في نزع الفتيل. إذ اكد حسن روحاني عزم ايران على تطوير وتعزيز دفاعاتها، ومضاعفة جهودها لصنع اسلحة للردع، في اشارة مبطنة الى القنبلة النووية، وتوسيع برنامجها الصاروخي البالستي.
وفيما حمل جون كيري الذي قاد المفاوضات النووية مع طهران، بشدة على ترامب متهما إياه بفقدان النضوج والحس السليم، انبرى رموز الحزب الديمقراطي الى وصف خطاب ترامب بالهستيري، وبتقديمه خدمة كبيرة للمتشددين في طهران. ولكن مقابل ذلك، رحبت به السعودية بقوة واعتبرته حازما بينما وصفه وزير المخابرات الاسرائيلي بالمهم للغاية متوقعا الحرب بسببه مع »كوريا الشمالية الثانية«، قاصدا إيران.
وإذ يستعد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس لبحث التطورات مع دول الخليج، انبرى فريق ترامب الى تبرير تفسير محتويات الخطاب الناري، حيث قال الدكتور وليد فارس المستشار الانتخابي للرئيس، ان اعلان ترامب يشكل موقفا استراتيجيا تاريخيا تغييريا، معتبرا ان الخطأ المميت تجسد في إعطاء الرئيس السابق باراك اوباما حرية الحركة لايران في المنطقة، ثم حماية توسعها.
وتقول ادارة ترامب ان اعتراضها ليس بخصوص تقنيات الاتفاق، ولكن لمنحه ايران من خلال رفع العقوبات والتساهل معها، فرصة تأمين 150 مليار دولار لاستخدامها في الصناعات العسكرية وبناء الصواريخ ونشر الميليشيات في المنطقة، وهو انفلاش حربي ترى واشنطن انه لا بد من وقفه.
وجاء قرار اعتبار واشنطن الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية ليزيد المخاطر، خاصة بعد ان هدد رئيس الحرس بالتعامل مع الجيش الاميركي وكأنه داعش، وبعد ان اعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية خطوة كهذه ضد الحرس الثوري على انها اعلان حرب.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
15/10/2017
1528