+ A
A -
المشهد يتكرر، والمكان هو نفسه، الكورنيش وساحة الوجبة، وشارع الرفاع ومجالس المواطنين في طول البلاد وعرضها، ما زالت أول صورة سجلتها الذاكرة والكاميرا، تلك الصورة التي شهدتها العين، وقد خرجت الجماهير، مواطنين ومقيمين، لاستقبال الأمير الوالد، حفظه الله، بعد عودته من رحلة علاج في الخارج، وعلى مدى العين، امتدت الجماهير من مطار الدوحة القديم إلى فندق شيراتون، ومن هناك حلقنا خلف الموكب لنشارك في عرضة بني تميم والقبائل فرحا بعودة القائد الذي نقل الدولة إلى العصرية، وتشابكت سيوف الرازفين من كل الأطياف والمناصب، رئيس الوزراء حينئذ سمو الشيخ عبدالله بن خليفة، ونائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن خليفة وسعادة الشيخ فلاح بن جاسم آل ثاني وزير الخدمة المدنية، ووزير العدل السابق السيد حسن بن عبدالله الغانم الذي شجعني لأرزف بالسيف في رقصة العرضة ولأول مرة في حياتي، ووجدت نفسي أردد مع الرازفين شيلة من شيلات المجد والفخار التي تتغنى بالقائد وقطر، هي الجماهير نفسها وأجيال جديدة عادت لتردد الولاء والانتماء للقائد تميم قطر.. عاشت قطر والقائد تميم.
ولاء حمله رجال قطر إلى الخارج فكسبوا ثقة العالم، وكسبت قطر هذه الثقة بصدق طرحها وولائها لقيادتها، وكم أحزننا أن نسمع من شعوب أوروبية أن ما قامت به دول الحصار في محاصرة عضو من أعضاء مجلس التعاون أفقدهم الثقة بالمجلس، لولا ما كنا نجده في قطر من حسن وفادة وكرم ضيافة، وصدق في الحوار، وكم هو مؤلم- يقول البريطاني دينيس ميلر- أن يكون هذا الحصار بسبب الحسد على ما حققته قطر من تفوق وتميز ولفوزها في استضافة كأس العالم 2022 وهو ما كشفت عنه أفكار ضاحي خلفان المسؤول الأمني الأكبر في الإمارات، مشترطا تنازل قطر عن إقامة المونديال، ليتم رفع الحصار، وما كشف عنه حقدهم على مرشح قطر لليونسكو والعمل على فوز غيره بمنصب إدارة اليونسكو.
قلت ذات مرة: هو حقد أخوة يوسف على ما أكرمه الله به من جمال وحكمة وخلق، وقد تجلى هذا الحسد في هذه المواقف المشينة من حصار وقطع الأرحام وانتهاك الحقوق والمواثيق.
نبضة..
هامات الرجال لا تنحني للعواصف ويعبرون الأمواج بلا مجاديف..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/10/2017
2108