+ A
A -
بعث الفصيلان الأكبران في الساحة الفلسطينية، حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأمل لغزة في أن تعود للحياة، بعد أن وصلت إلى حد الاختناق إثر حصار فرضه الأخ والشقيق والعدو على مدى عشر سنوات، لم يكن أمام الغزيين سوى مد اليد لمن يستطيع أن يساعد فكانت إيران الإسلامية، وتركيا الإسلامية وقطر العربية الإسلامية، ولكن كان لذلك ثمن، تدفعه الآن المؤسسات الأهلية والحكومية التي مدت يد العون لغزة وأنقذتها من الهلاك، بل ويحاكم رئيس منتخب بتهمة التخابر مع حماس، ومدينة دمرت من أجل خنق حماس.
نعم.. اتفاق رحبنا به مهما كان الثمن الذي تدفعه حماس، التي ليس أمامها سوى إعادة الأمور إلى غزة كما كانت عليه، حين دخلها ياسر عرفات عام 1994، وزاره فيها الرئيس الأميركي الأسبق بل كلينتون، ترافقه حرمه الجميلة هيلاري.
وعلى فتح، وأمام هذا الترحيب من حماس بعودة حكومة السلطة، أن تعمل على أن تكون هناك مشاركة حقيقية لكل مكونات المجتمع الفلسطيني من فتح وحماس والجبهة الشعبية والديمقراطية والجهاد والمستقلين والمبادر وغيرها، فهذا هو السلاح الديموغرافي الذي تستطيع به السلطة مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يريد أن يرى وحدة فلسطينية ولا يريد أن يرى وطنا فلسطينيا.
اتفاق الفصيلين هو عيد لكل فلسطيني في الداخل والخارج، وعلى والد فلسطين الروحي أبو مازن أطال الله في عمره، أن يترجم الاتفاق بمد يده إلى كل أبناء فلسطين، وليعمل على إعادة اللاجئين من لبنان وسوريا، والعراق ومن يرغب، وألا ينسى حقهم التاريخي في فلسطين التاريخية الذي من أجله انطلقت فتح ومن أجله قامت حماس ومن أجله شنت إسرائيل ثلاث حروب والتهمت الأراضي ليتنازل العرب عن الحق الفلسطيني في وطنهم الذي هجروا منه عام 1948 ونزحوا منه عام 1967، وليكن على رأس جدول أعمال الحكومة الفلسطينية إعادة النازحين، فهولاء ثروة اقتصادية كبرى قادرة على أن تبني فلسطين من جديد.
اتفاق سيحقق الآمال، إن لم يدخل الشيطان من جديد ليشيطن حماس وفتح، وينشق الوطن من جديد، ويبقى الشعب يقف على أرجاء وطن واهٍ لا أمل من شفائه.
نبضة أخيرة
من يخرج من بيئته يغرق، وما زال على أرض فلسطين كما قال الراحل محمود درويش «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
13/10/2017
1715