+ A
A -
ليس خافيا ذلك التنافس الشديد بين تركيا وايران على النفوذ في الشرق الاوسط، وهو تنافس مرشح للتصاعد في الشهور المقبلة، جنبا الى جنب مع تعاون الخصمين لمجابهة الخطر المشترك المترتب على استفتاء كردستان، رغم اجماع المحللين على ان استقلال الاكراد ما زال بعيدا عن المتناول.
وإذا كانت طهران وأنقرة قد توافقتا مع بغداد على عدم استبعاد الخيار العسكري لاجهاض مخططات البرازاني، فإن الايرانيين يتطلعون الى تعزيز مواقعهم في سوريا من خلال مشاريع يتردد ان من بينها مطارين ستبنيهما طهران في دمشق وطرطوس، اذا وافقت موسكو.
وتقودنا متابعة النشاط الايراني في المنطقة، الى ما توقعته مؤسسة »ستراتفور« الاميركية غير الحكومية للدراسات الاستراتيجية والامنية المبنية على معلومات استخباراتية وميدانية، بشأن ما تفكر فيه طهران هذه الايام.
وإذ تتكهن المؤسسة بمواصلة ايران مساعيها التطبيعية مع المجتمع الدولي، فإنها قد تتجه الى اعادة الدفء لعلاقاتها مع العالم العربي علاوة على تركيا، فإنه لا بد من التنويه بأن تلك المساعي القائمة على تدشين صلات اقل عدائية مع الخصوم، هي جزء من خطة شاملة يقال ان الايرانيين يسعون عبرها الى تحسين سمعتهم ، خاصة في عواصم غربية بمقدمتها واشنطن التي تتهم ايران بالارهاب.
وفي اطار تحسين السمعة، يشير معلقون الى ان ايران التي قوبل تمددها في العراق بجهود عربية مكثفة لاحتواء نفوذها على بغداد، لن تعترض على تقارب دول عربية مع الحكومة العراقية، وهو مسلك يظهر، ولو »استقلالية جزئية« لحكومة بغداد عن السياسات الايرانية في المنطقة، وذلك بموازاة تشجيع الساسة السُنة المهمشين على المشاركة في الانتخابات القادمة.
ورغم ان ايران ستكون لها يد في كل قضية ملحة في الشرق الاوسط، بمحاذاة حملة دبلوماسية تركية نشطة لتكون لأنقرة يد هناك هي الاخرى، فإن هذا السباق المحموم، محكوم بمدى مصداقية وشعبية الجانبين في عالم عربي خفّ تأثير دوله الكبرى وتراجع نفوذها، ما سمح لتركيا وإيران بأن تقيما مواطئ قدم في نقاط مهمة من منطقتنا.
وتبقى المسألة الأشد خطورة وأهمية بالنسبة لإيران، وهي المتعلقة بعداء إدارة ترامب المستحكم لاستراتيجية طهران من ألفها الى يائها. وفيما تتسارع تطورات المعركة الخاصة بمستقبل الاتفاق النووي مع الايرانيين، دخل التجاذب مرحلة زلقة يشوبها تلويح الجانبين باستخدام القوة.
وما يزيد الموقف اشتعالا، ان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلتقي دولا فاعلة اهمها الولايات المتحدة وروسيا لتحديد »خطوط اسرائيل الحمراء الجديدة« في التعامل مع الوجود الايراني، او من يمثله، في سوريا.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
13/10/2017
1527