+ A
A -
اتهم مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية نيكولاس راسموسين حزب الله اللبناني بالتخطيط لشن هجماتٍ داخل بلاده، وأعلن عن مكافأةٍ ماليةٍ مقدارها مليونا دولارٍ لمن يرشد عن اثنين من الحزب، قال إنهما مطلوبان لضلوعهما في أعمالٍ إرهابيةٍ، حسب وصفه.
ويجيء هذا الاتهام في إطار خطةٍ أوسع للإدارة الأميركية في التعامل مع حلفاء إيران في الشرق الأوسط بما يتماشى والاستراتيجية الجديدة لواشنطن تجاه إيران.
ويتزامن ذلك مع نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم الاعتراف بالاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة خمسة زائد واحد مع إيران بخصوص ملفها النووي العام 2015 باعتباره ضد المصلحة العليا للولايات المتحدة الأميركية، ما يعني إعادة الاتفاق إلى الكونغرس الأميركي الذي يتعين عليه اتخاذ الخطوة بشأنه، والتي في حال رفضه، يتم فرض عقوباتٍ على إيران.
وجاءت تصريحات راسموسن في واشنطن بعد ساعاتٍ قليلةٍ من إعلان وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان في تل أبيب أن الحرب القادمة التي ستخوضها إسرائيل، ستشتعل في جبهتين: شمالية مع حزب الله في لبنان، وجنوبية في قطاع غزة.
وتأتي هذه التصريحات والتهديدات في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا، فمنذ انتصار القوات الحكومية وحلفائها في معركة حلب في ديسمبر الماضي، والهدنة التي رعاها الروس في أجزاءٍ أخرى من البلاد، والتي بدأ سريانها في يوليو الماضي راحت القوات الحكومية أقرب إلى النصر النهائي في هذه الحرب.. والمستفيدان الكبيران من هذا النصر هما- كما يرى مراقبون غربيون- الجهتان اللتان ساندتا الرئيس الأسد، وهما روسيا، وإيران.
ويقول المراقبون إن إيران تعوّل على تحقيق مكاسب مادية واستراتيجية، أما روسية فإنها والولايات المتحدة الأميركية لم توافقا على طلب إسرائيل إبعاد ميليشيات الشيعة وإيران مسافة ستين كيلومتراً من الحدود شرق خط دمشق السويداء، وتعهد الروس فقط بألا تقترب إيران وحلفاؤها أكثر من خمسة كيلومتراتٍ من خطوط المواجهة.
ولا ترى إيران مصلحةً لها- حالياً- في مجابهةٍ عسكريةٍ مع الكيان الصهيوني، ولكنها- وعلى المدى البعيد-، وبالنظر لمعاهدة فينا التي جمدت برنامجها النووي، فإنها رفعت العقوبات الاقتصادية، وأنقذت الاقتصاد من الانهيار.
لا شك أن في الإدارة الأميركية من يدركون هذه الحقائق مما يحملنا على التساؤل: هل ينجح ترامب في إبطال الاتفاق، بالتالي فرض مزيد من العقوبات على إيران، أم أنها تهديدات، واستعراض للقوة في منطقتنا المنكوبة؟

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
13/10/2017
2441