+ A
A -
كم كانت فرحتنا ونحن نرى قطر تستقبل فوجاً جديداً من بُناة النهضة بنين وبنات.. فرحة صادفت أهل كل بيت حتى لو لم يكن لهم خريج أو خريجة.. كيف لا وكل ابناء قطر هم ابناء لنا.. هم حاضر الوطن ومستقبله.
الدفعة الاربعون حدث لاينسى فهم دفعة ماقبل الحصار، وعاشوا اللحظة التي انقلبت فيها مفاهيم كثيرة في الحياة ولذلك عليهم أن يعيدوا رسم واقع قطر.. دفعة الحصار الحقيقية هي الفرج الذي انضم إلى جامعة قطر ومن هو قابع خلف اسوارها من الطلبة الذين لم يتخرجوا بعد ليكونوا هم نواة المستقبل، وكذلك طلبة مدارس قطر، حيث عليهم حمل كبير.
ان طبيعة الطالب الجامعي، تختلف عن الطالب المدرسي، رغم أن الهدف واحد، ولكن الوسيلة مختلفة فهي تنطوي على ضرورة تحقيق المعايير الأكاديمية، والقدرة على الخروج من جلباب المدرسة ووصاية الدولة إلى الاستقلالية الذاتية في التعلم باعتباره ليس الزاميا على الدولة. التعليم الجامعي ليس وجاهة للفرد، بقدر ما هو حاجة للمجتمع.
ولكي لا يحدث صدام بين التعليم في مرحلة المدرسة والذي هو إلزامي وما بعد المدرسة، يجب الخروج من هذا الجلباب إلى عالم رحب،مثلما خرجنا من جلباب الشقيقة الكبرى واصبحنا أكثر انفتاحاً وعدنا لذاتنا.
التعليم الجامعي هو (القدرة) ولا اعني بها القدرة المالية فالتعليم الجامعي مجاني ولكن هو القدرة على الولوج في عالم متغير، ومتسارع من المعرفة، وقبل ذلك هي (الرغبة) فالبعض لا يستهويه التعليم الجامعي، ويفضل خوض مجال العمل، وهذا أمر صحي في كل مجتمع، فليس من المعقول أن كل القوى العاملة تمتلك شهادة جامعية إلا إذا كان الهدف الحصول على الدرجة السابعة، خاصة في ظل الأزمة الخليجية التي نعيشها علينا أن نعلم أن الحياة لم تكن سيارة فارهة وقلما فاخرا.. ولكن هي سير نحو الاعتماد على ابنائنا.. وزرع قيم العمل مهما كان نوعه.
أقول هذا القول ونحن نعيش في زمن الحصار.. فالشهادة لمجرد الشهادة ليست هدفا في حد ذاته، ولكن الهدف المنشود هو أن نخدم الوطن بشهادتنا لا أن تخدمك الشهادة في وطنك.
ان التعليم الجامعي من أجمل أيام الحياة فهو بمثابة خريطة طريق للمستقبل.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
12/10/2017
2693