+ A
A -
كيف فلتت تلك الكلمات منه بالذات، وهل تراه يعترف أم يعرف أم يتوقع، أم هل هو ببساطة، متأكد مما يقول؟ بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية بين حكام إسرائيل وأشدهم تسلطاً وديكتاتورية، ظهر في برنامج «توراتي» سنوي، كمن يشكك في إمكانية بقاء دولة إسرائيل.
أول ما يخطر على البال بعد قوله في البرنامج الذي نشرت صحيفة «هآرتس» تفاصيله يوم الثلاثاء، أن «علينا العمل للوصول بإسرائيل إلى عامها المائة» على خلفية ما يتوقعه من تحديات لوجودها كدولة، هو أن رئيس الحكومة الذي بنى استراتيجيته لتكريس الكراهية للفلسطينيين وممارسة التفرقة العنصرية رسمياً ضدهم، ليس إلا واحداً من ملايين اليهود الذين لا يحسون بالأمان، ولا يشعرون أن لدولتهم في فلسطين مستقبلاً طويل الأمد.
ورغم عدم قول نتانياهو حرفيا إنه غير واثق من استمرار إسرائيل كدولة، فقد كشفت تصريحاته المفاجئة والصادمة للكثيرين، قلقه الباطن، وإنْ لجأ إلى تغليف كلامه بالتأكيد على ضرورة أن تكون الدولة جاهزة لمواجهة الأخطار، ليس التي تهددها، وإنما التي تهدد وجودها، والفرق واضح بين العبارتين.
ولم يؤدِ قول أحد المشاركين في البرنامج التوراتي، أن رئيس الحكومية لا يتوقع انهيار إسرائيل، إلى التخفيف من أهميته واستثنائية «اعترافاته»، أو فلنقل توقعاته، وتبعات النقاش والجدل حولها، على نفسية الإسرائيلي، خاصة بعد عشرات القوانين والاجراءات الكابحة للحريات، مستهدفاً التنامي الواضح في نسبة الإسرائيليين المتعاطفين مع الفلسطينيين، أو الذين لا يتوقعون سلاما لا يتضمن قيام الدولة الخاصة بهم.
وتأتي تصريحات نتانياهو في وقت تعالت فيه أصوات رافضة لسياسة رئيس الحكومة الترهيبية بحق الإسرائيليين، وليس الفلسطينيين فحسب، وكثرة المقالات المعبرة عن فقدان الأمل بحل أو تسوية ما، لا لأن خيار الدولتين فشل، ولكن لأن تشبث الفلسطيني بحقه المتوارث لا يمكن شطبه من المعادلة، بل هو في قلبها، ويستحيل تجاهله أو إخفاؤه.
وأقتطف في السطور التالية عبارات وردت في مقالات نشرتها صحف إسرائيلية في ذات اليوم الذي ظهرت فيه تفاصيل الحفل التوراتي، أي أمس الأول الثلاثاء:
كل من يروي لنفسه قصصاً عن أن الشعب الفلسطيني سيقرر يوماً ما، ببساطة، أن يهجر فكرة إقامة الدولة، واهمٌ جداً.
تعاطف إسرائيل مع الشعوب الساعية إلى التحرر، لا يسمح لها بالتنكر لوجود شعب فلسطين، وحقه الأساسي بإقامة دولة.
هناك ستة ملايين لاجئ فلسطيني ينتظرون حقوقهم، ومن بينهم «1.5» مليون، يعيشون في فلسطين، على بعد كيلومترات قليلة من البيوت التي عاشوا فيها سابقاً.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
12/10/2017
1295