+ A
A -
كثيرا ما تَضطرُّ إلى إلغاء الروابط التي تَربطك بشريك حياتك رغم اشتعال الحُبّ الذي ينساب انسياب الشلال الهادِر ويَجري جَرَيان النهر بين ضفتي قلبِكَ وقلبِه دَرْءاً للخسائر المتراكمة كلما جَرَحَتْكَ منه كلمة تَسقط على بوصلة إحساسك سُقوطَ الْمِلح على مَرمى السِّكِّين..
وكثيرا ما تَضطر إلى إنهاء مشروع قبل أن تتحقق نتائجه على أرض الواقع لِتَنَبُّؤاتك بخسارات فادحة رغم ما كَلَّفَكَ التحضير والتخطيط له والإنجاز.
فما بالك يا صديقي حين تَخسر في رمشة عَين مَشروعَين: مشروع حياة مع شريك قَلَّمَا تَجود به الحياة، ومشروع مقاولة إنسانية تَجعلك سَيِّدَ نفسك وتُغنيك عن التبعية لفريق من السماسرة المحيطين والمتاجرين في كل شيء دون استثناء كرامة إنسان.
خسارة المشروع مقدور عليها، لكن خسارةَ شريك الحياة شيء لا يُحتمَل.. الانهيار قد لا يحتاج إلى صخب حين تُجَرِّعُكَ الساعاتُ كأس الحزن فَتَئِنّ أنتَ كُلّ الأنين..
هَجْرك الشيء طَوَاعية مَن قال إنه يَعني أنك زَهدتَ فيه؟! فهل جَرَّبْتَ أن تَكون زَهِداً في الإنسان ذاك الذي شَيَّدْتَ معه صَرْحَ الأحلام؟!
أن تَتَّخِذَ قرارا فوريا يُنهي التزامَكَ تُجاه إنسان كانَ لكَ الماءَ والهواءَ وكُلَّ شيء لا يَعني أنك تَكْفر بالْحُبّ، لكنه يَعني أنك لم تَعُدْ تتحمل ثورةَ شَكِّه وغيرته كلما تَفَرَّغْتَ لعِشقك مُخْلِصاً لهواياتك واهتماماتك التي بِدونها لا معنى لك.
عيب شريك الحياة أنه أناني لا يَتحمل أن يُشاركَه آخَر في شريكه حتى لو كان الآخَرُ اليَدَ الطاهرةَ التي تُخَلِّدُكَ أُسْطورةً وتَمْسح كُلَّ أوجاعك ما أن تُلامِسَ موضعا من روحك فتلجم لسانَ شكواه قبل أن يُسْمَعَ له صوت..
الْمُحِبُّون! عَجَبا لهم! على قلوبهم يَقْسُون.. وحين يَغضبون، كالأطفال يَصرخون.. كالأطفال الذين لا يَسمحون لِيَدٍ أخرى بأن تُشاطِرَهم اللَّعِبَ واللُّعْبَةَ..
مَن قال إنك ستَسْمَحُ لقلبِكَ بأن يَكون يوما لُعْبَةً فَيَحقّ لهذا الذي يَسكنكَ أن يَستحوذَ عليه ويُحَدِّد له في المقابل ما عليه أن يَكونَه وما لا يَكونه.
القرار الصعب أن تُلْغِيَ وُجودَ قلبٍ يَهيم بقلبِكَ إن لم يَفهمْ أن قانونَ العشق الذي ينظم داخله هو القانون نفسه الذي ينظم داخلك.. فكلاكما لا يَسمح لساكن قلبه بأن يَفرضَ الوِصَايَةَ.
كُنْ سَيِّدَ نَفْسِك وارْحَلْ إلى ما لا رجعة.. خَلِّصْ كبرياءَك وعُدْ بها نَاجِيةً من المعركة التي خَسِرْتَ فيها حِصانَ قلبِكَ.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«دُقَّ المسمارَ الأخيرَ في نَعشِ قلبِكَ قربانا لإعلاء صوت الكبرياء».
«الْحُزْنُ عباءةُ ليلٍ تَذوبُ تحتها الرُّوحُ التوَّاقةُ إلى مُغادَرة طَوْعِية سُرعان ما يُؤَجِّلُها قانونُ الحياة».
«ستائر ظلامِ الغيرة تَحجبُ بريقَ شمسِ ابتسامتِكَ التي تُشْرِقُ من العَين إلى العَين».
«صَدَّقْتُ أنَّ أَسْوارَ الليل ستَنْهارُ تحت هَزَّات مدينة الْحُبّ.. لكنَّها نُبوءةُ قلبٍ كاذِب».
«مستحيل أن يُقْمِرَ الليلُ في سماءِ قلبٍ مُلَبَّد بِغُيوم الخيانة».
«إلى مَتَى أُطارِدُ بيضةَ الديك في خُمِّ الزمن؟!».
«مِن العَدْل أن نُفْرِغَ بحرَ الْحُبّ تَفادِياً للمزيد مِن كُثْبان الْمِلْح التي تَنْكَأُ جُرحَ القلب».
بقلم : الدكتورة سعاد درير
copy short url   نسخ
12/10/2017
2555