+ A
A -
ما أجمل وطننا العربي الذي عرفناه في الستينيات من القرن الذي مضى.
فقد رصدت على خطوط النار حين أقامت إسرائيل الحرب على فلسطين وعلى عبد الناصر
جنودا عراقيين يهبون لنصرة فلسطين ونصرة سوريا.
وجنودا مصريين يعبرون سيناء ليكونوا في نصرة غزة،
جيشا مغربيا يصل إلى الأردن،
جيشا كويتيا يصل إلى غزة،
جيشا سعوديا يصل إلى حدود نهر الأردن،
متطوعين من الكويت فهد الاحمد واحمد الربعي،
متطوعين من قطر المناعي والكواري والهاجري والدوسري،
متطوعين من عمان الرواس وبن سالم والبلوشي،
متطوعين من أفغانستان خير الله الأفغاني،
من اليمن مطيع وسالم،
كنا نشعر أننا أمة عربية إخوة وأهل ننصر بعضنا نضمد جراحنا نلملم أشلاءنا
فما الذي جرى؟
من خطط لغزو الكويت؟
ومن خطط لربيع تونس، ولخريف ليبيا، وخريف سوريا وخريف تونس وخريف اليمن.
ومن خطط لحصار قطر، ومن يخطط لانقلابات في الاوطان المستقرة، أي لعنة وأي ملعون هذا الذي خطط لاستفتاء الكرد، ومن الذي أجبر حماس على ان تعلن موافقتها على شروط أبو العباس،
ما اسوأ وطننا العربي منذ التسعينيات من القرن الماضي إلى اليوم،
ما أقبح وجه العربي في مرآة الاوروبي والاميركي والصيني
لو قامت الحرب، فلن يجد العرب إلا سيوفا من خشب، ولن تجد فزعة لا من مصر ولا من شام ولا من خليج ولا من يمن!!
فالأمة ذبحت من الوريد إلى الوريد!!
ينتهكون ميثاق مجلس التعاون ويحاصرون احد أعضائه!
ينتهكون ميثاق الجامعة العربية ويتآمرون على أعضائها!
ينتهكون القوانين الدولية ويمنعون الماء والهواء عن عضو من أعضاء الأمم!
أمة بتنا نخجل ان ننتمي اليها، وكم هي سعادة زميلتي التي حصلت جنسية فنلندية تقول، اني اخجل من شدة حسن التعامل مع أسرتي، متى نكون بمستواهم حتى لا نكون لقمة سائغة لثور هائج يرى في تخريب الاوطان نجاحا..
فهل من مخرج، وهل هناك من حاكم رشيد، يعيد الدم للوريد؟!
نبضة أخيرة
مستقبل العرب في الشرق الأوسط
ناس بلا أرض وأرض بلا ناس هذا من أحلام حكماء من يخططون لنهايتنا!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/10/2017
1883