+ A
A -
كنت أستمع لعدد من الزملاء في العمل عن نظام البصمة وإغلاق الأبواب والبوابات الجانبية! وعدم إمكانية الخروج من العمل إلا بوضع بصمة اليد في جهاز البصمة! ووجدت نفسي أضحك على مواقف البعض وانتهازية البعض! يقول البعض لم يعد مقر العمل يسر بوجود هذه البصمة! ويقول آخر ما عاد العمل يسرني! ويقول ثالث إن نظام البصمة «مظهري» لا يحل مشكلة ولا يعالج خللاً! إن الإنجاز والإتقان والجودة لا تحتاج إلى حارس للبوابة مثل البصمة! بل يحتاج إلى ثقة وتسهيلات حركة! كنا نعاني من تعقيدات البيروقراطية حتى أتتنا تعقيدات البصمة! ولن ينتهي الجدل والنقاش في هذه القضية حتى من مات مات ومن عاش عاش! نحن نقول: هناك فئات مسيئة لنظام العمل! متفلتة! غير منضبطة! لا تحترم قواعد ولوائح وأحكام وضوابط العمل الرسمي! لا دوام ولا أداء واجبات! مخالفات وتجاوزات! لذلك وجبت البصمة لإثبات الحضور والانصراف من الدوام! ولكن بالمقابل هناك الفئات التي تمثل الصورة المشرفة للموظف الكفؤ، ولكن القانون لا يستثني أحداً فهو على الصغير والكبير، المسؤول والخفير، الكل ملزمون بإثبات الحضور والانصراف بالبصمة! الإعفاء يتطلب تقديم إثبات رسمي أو طبي، الخروج لمهمة، لتغطية صحفية، الاستئذان الشخصي أو لعمل خارج مقر العمل لا يعني عدم التوقيع! لابد أن توجد آليات واضحة يقف عليها الموظف ليتم ضبط الغياب والحضور! والمطلوب بدل الجعجعة والربربة والكلام الكثير أن يتم التعامل مع النظام الجديد باحترام وأخلاق واحترافية مهنية، لأن الهدف من البصمة رفع كفاءة العمل والانضباط الوظيفي، إن حب العمل والإخلاص للوظيفة واحدة من الخصال التي أحببتها وتعلقت بها وصاحبتني في حياتي الوظيفية كلها، إن حب العمل نوع من الوفاء والاخلاص والعمل الحلال والرزق الحلال، والاخلاص والاتقان في العمل مسألة عظيمة يتعلمها الإنسان وربما تولد معه وتنمو معه، إن سخونة الأحداث التي نشهدها اليوم من حصار وعدوان ومقاطعة تجعل من الالتزام والانضباط في العمل أمراً ملحاً، إن نظام البصمة لا يخيف الصادقين المنضبطين المخلصين في أعمالهم بل يدفعهم إلى الجد والتبكير في الدوام والإتقان فيه، بل يخيف الموظفين والعاملين الذين اعتادوا الهروب والتسلل من الدوام بلا حياء بحيل ومبررات دوخت المسؤول! وكان ما كان، جهاز البصمة هو الأمان، قبل أن يغرقنا الطوفان!! أليس هذا هو واقعنا الوظيفي المفجع! والحقيقة المرة!
وعلى الخير والمحبة نلتقي .
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
09/10/2017
2522