+ A
A -
هذه هي قطر، وهذا هو تميم المجد، وهذه هي عقلانية وحكمة القيادة القطرية في إدارة الأزمات ومواقفها في مواجهة التحديات، فعقلانية وحكمة القيادة - أي قيادة - تتجلى في لحظات الشدائد كالحصار والمقاطعة والعدوان، وقد عرفت قطر بمواقفها الوطنية والقومية وعدم رضوخها للتهديدات والتلويحات والإملاءات والإغراءات، وعرفت قطر برفضها للظلم والانكسار والخضوع في مواقف كثيرة، رغم أن المواطن القطري يتعذر عليه السفر إلى دول الحصار إلا بمشقة وعذاب ودوخة رأس دون اعتبار واحترام لحقوق إنسان وجيرة وعدل وقانون وبشكل غير مباشر عن طريق دولة أخرى إذا كان بالطائرة جواً وقبلها موافقات من جهات أمنية ومخابراتية وكأن الخليجي يلتمس الإذن من سلطات الكيان الصهيوني للسماح له بالصلاة في القدس!
موقف حكومات دول الحصار من دخول القطري إلى أراضيها «نكتة» بايخة! القطري عندهم يعامل معاملة المنبوذ! فهو محروم من الدخول بشكل اعتيادي! وربما يعتقل ويسجن ويعذب ويطرد! لا عدالة لا حقوق لا إنسانية! ديكتاتورية وتسلط وطغيان! حكومات يديرها جلادون وزبانية من الداخل والخارج! بلاد تعتمد على الإذلال والقهر مع أخوة أشقاء.
نحن في دولة قطر رغم الحصار رغم العدوان رغم القرصنة الوضيعة رغم كل شيء تتسع قلوبنا للجميع، رغم الكذب رغم الردح رغم التجاوزات رغم المهاترات رغم القصص المفبركة والخرافات على قطر.. ها نحن نستقبل المواطن الخليجي ومواطني حكومات دول الحصار والشقاق والنفاق والفجور بكل ترحاب وحب، لأن الشعوب الخليجية أخواننا وأحباؤنا دفعوا ثمن حماقات قياداتهم وحكوماتهم، ووقعوا بين شقي الرحى بين مجانين وحمقى ورعونة عيال!
في قطر يعمل السعودي والبحريني والمصري وغيرهم بجانب القطري أخوة أعزاء كراما في ديرة العز والخير، وكان من الممكن أن نتعامل بالمثل، كان ممكنا أن يكون رد الفعل عنيفاً، بنفس الأسلوب الذي يعاملون القطري به، لكن قطر ترتفع دائماً وأبداً فوق كل الشكليات والصغائر والمسلكيات العشوائية الصبيانية غير المسؤولة.. ما ذنب الشعب الخليجي أو العربي مما يجري من حماقات، قطر دوماً كانت دولة العدالة والقانون والحرية والإنسانية، كعبة المضيوم للشعوب الخليجية، والعربية، والشعوب المحبة للسلام، وكم أتمنى أن تعي حكومات دول الحصار على قطر هذه الحقيقة، بأن قطر سوف تظل محبة للحوار والسلام والخليج وشعوبه، رعونة قيادات دول الحصار الذين يعتقدون أنهم آلهة العالم الجديد يسيرونه وفق مزاجهم وأهوائهم ومصالحهم وأطماعهم! تثير كل عاقل منصف، ولكن تظل قطر أكبر وفي الصدارة رغم الحصار وإثارة الغبار، تظل قوية بإرادتها وشعبها الكريم الجميل في قوله وفعله ومواقفه، إنها قيم نبيلة وأصيلة آمنا بها ونحن صغار على مقاعد الدراسة وجعلناها لنا عقيدة ونحن كبار، ومن الصعب أن نغير طباعنا رغم الأزمة الآن.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
08/10/2017
6598