+ A
A -
قررت الأم تريزا ذات يوم بناء بيت للأيتام. فجمعت أهل البلدة وهي تمسك بقرميدة في كل يد. وقالت لهم معنا حجران وقرشان «نقود معدنية» وسنبني أكبر منزل يستوعب كل الأيتام. ضحك أهل القرية وظنوا أنها تمزح. وقالوا لها: نحن نحبك يا أمنا. ولكن من أين لنا المال. حجران وقرشان لا يبنون بيتا للدجاج. والحرب والفقر خلفوا لنا آلاف الأيتام والعجزة والفقراء. وجاء دور الأم تريزا لتضحك وتجيب عن تساؤل من حولها: «معكم كل الحق. الذي معنا لا يكفي لبناء بيت لدجاجة واحدة. ولكنني أرى ما لا ترونه. أرى الله في كل يد تعمل. وفي كل قلب يحب. الله مع القليل الذي معنا. يبني ويبارك. وسنحصد الكثير. ولكن الذي معه الكثير وليس عنده الله ليس لديه غير الفقر واليأس. اعتمادنا على الله وهو الرازق. ونحن لا نعمل لنحيا اللحظة بل للمستقبل المجهول... هناك ألوف من الناس ترغب في أن تكون مثلنا، ولكن الله اختارنا نحن لنكون حيث نحن، وذلك لكي نساهم في فرح الآخرين ونحن نحبّهم. إنّ الله يريد أن يحبَّ بعضنا بعضاً، وأن يقدّم واحدنا ذاته للآخر حتى ولو كان ذلك صعباً للغاية. ما هم كم نعطي للآخرين، المهم أن نعطي الحب. وحيثما يكون الحب، يكون الله هناك. وحيثما يكون الله، يكون الحب كذلك هناك. فالعالم عطشان إلى الحب، لذلك علينا أن نحمل إليه هذا الحب الذي هو الله. إنّ عدم اكتراث بعض الناس الذين يمرّون بالمرضى والفقراء والأطفال ولا ينظرون إليهم، يعود إلى أنّهم فقدوا الإيمان والوعي. فلو كانت لهم القناعة الحميمة بأن الذي يزحف على الأرض وهو يتألم هو أخوه أو أخته، لكان تصرّف بعكس ذلك، ولكان اهتم قليلاً لأمرهم. ولكن، مع الأسف، فإنّهم لا يعرفون معنى الشفقة ولا يأبهون لهؤلاء التعساء. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي وعرفوا أن الله يسكن فيه، وحينئذٍ يبدؤون بمساعدته وبخدمته كما خدمهم المسيح نفسه وكل الانبياء». كل عملٍ بسيط نعمله بمحبة لله يكون عظيماً. والأم تريزا هي أول من ألغى العشاء التقليدي الذي يقام للفائزين بنوبل حيث طلبت ثمن العشاء لتطعم به أربعمائة طفل هندي لمدة عام كامل. كما أسست بيت للمرضى المنبوذين وأطلقت عليه اسم القلب النقي.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
08/10/2017
7957