+ A
A -
شاب أنهى الثانوية العامة في بلد عربي، وكان بالغرب مفتونا، وكاد عشقه لـ مايكل جاكسون يصل إلى حد الجنون، تراه يقلده في رقصاته، وقصة شعره وملابسه،
تسمعه في الشارع يدندن بأغنية DON’T STOP TILL YOU GET ENOUGH «لاتتوقف حتى تنال كفايتك»، وباغنية MAN IN THE MIRROR (رجل في المرآة)، ويصرخ بأعلى صوته SAY SAY SAY أنت لست لوحدك، حتى كاد والده يرسله للطب النفسي، لكنه نجح في الثانوية العامة والتوفل، وسافر إلى بلاد العم سام، وحلمه بأن يصبح مايكل جاكسون آخر وان يكون من نجوم هوليوود، آخر الزمان.
سافر إلى نيويورك ثم إلى كاليفورنيا ليفاجأ بفقدان حقيبته، ولم يبق معه سوى حقيبة يد رجالية، وحين وصل إلى العمارة التي تم حجز شقة له فيها وجد حفلة وصوت جاكسون يملأ المكان، شعر بالحبور رغم الإحباط الذي أصابه لفقدان حقيبة ملابسه، وحين دخل العمارة وجد الضجيج فيها، والحفل لنادي عراة، فأسرع إلى غرفته وأغلق الباب وفتح حقيبة اليد ليجد مصحفا وضعه أبوه له - وكان صالحا- لينكب على المصحف يقرأ ليصبح حافظا لكتاب الله، وقال: الآن حصنت نفسي ضد جاكسون والعراة وغيرهم. غادر إلى كندا لينهل العلم من مشايخ بدءا ممن نفاهم السادات من مصر، ومن نفاهم القذافي من ليبيا، وزوار كندا من مشايخ الدعوة والعرب الذين وهبوا علمهم من أجل تحصين الشباب من غواية الشيطان
الشاب. عاد من كندا بلاد اللا إسلام إلى بلد الإسلام ليجد بني قومه يحلمون أن يكونوا مايكل جاكسون فروى الحكاية وبدأ التحصين بالقرآن.
كم قصرت أنظمة التعليم العربية حين أهملت تعليم القرآن للمرحلة الابتدائية، المرحلة التي ينقش فيها العلم في القلوب والعقول، واكتفت بتعليمهم قصار الصور، ولهذا كان مصيرنا هذا التخلف حين تركنا القرآن وعلومه فقط للمساجد وكليات الشريعة المتخصصة، والذين صورتهم المسلسلات التليفزيونية العلمية انهم هم سبب التخلف وان من يرقص آلتانجو والسلو هو المتحضر.
كم هو مؤلم ألا تجد مصحفا واحدا في قرية عربية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وان وجدت يكون لديها مصحف، واحد يدور على البيوت بيتا بيتا ليتلوه أو يتعلموا منه.
كم هو مؤلم ان تجد أستاذا جامعيا أو خريجا جامعيا أو وزيرا لا يعرف قراءة سورة قرآنية من جزء عم.
**
قالت لي واعظة» حين ابتعدنا عن القرآن ضاعت فلسطين، وستضيع بلدان وبلدان ان أبقينا القرآن على الرف الأخير من مكاتبنا.. صدقت الحاجة سنية سنونو زوجة مفتي لبنان السابق حين قالت «حصن نفسك بالقرآن».

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
05/10/2017
1672