+ A
A -
بذل كل رئيس أميركي، دون استثناء، جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، لكن كل ذلك لم يثمر عن أي نتيجة، لأسباب مختلفة.
اليوم يحاول الرئيس دونالد ترامب أن يجرب حظه هو الآخر، وسط ظروف أكثر تعقيدا ترجح ألا يتم إحراز أي تقدم على الإطلاق، وإن كانت الأسباب هذه المرة مختلفة.
إن أي حل لابد أن يتم بالتوافق بين ثلاثة أشخاص، هم إلى جانب الرئيس الأميركي، الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أما السبب فهو بسيط للغاية حيث يواجه الثلاثة مشكلات داخلية لن تمكنهم من اتخاذ أي قرار بأهمية قرار التوصل إلى حل لهذه القضية المعقدة.
ترامب يواجه قضايا أكثر إلحاحاً، من كوريا الشمالية إلى الاتفاق النووي الإيراني، ناهيك عن المعارك الكبرى التي يخوضها مع الكونغرس حول الرعاية الصحية والإصلاح الضريبي، والخلافات المريرة داخل إدارته.
عباس، في عامه الـ «82» يواجه معركة لتأكيد شرعيته أمام «حماس»، وبعد لقاءات أولية إيجابية مع ترامب ومفاوضيه في الشرق الأوسط، يرسل مستشاريه اليوم، وأبرزهم صائب عريقات، إشارات شبه يومية خلاصتها أن إدارة ترامب تقف كلياً في صف إسرائيل، وبأن الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل سوف «يدمر حل الدولتين».
نتانياهو يقاتل من أجل الحفاظ على بقائه السياسي في ظل التحقيق الذي يخضع له بشأن اتهامات متعددة بالفساد. وقد أخبر أنصاره في تل أبيب أن التحقيقات هي محاولة من جانب وسائل الإعلام و«اليسار» للإطاحة بحكومته في «انقلاب» واستبدالها بأخرى من شأنها تقديم تنازلات هائلة إلى الفلسطينيين. وهذا يعني أنه ليس في وارد الانخراط بأي عملية جادة.
والحال هذا، فإن الأطراف الثلاثة ليس لديها ما تفعله أو تقدمه لإحراز تقدم في هذا الملف الشائك، ما يعني أن القضية الفلسطينية في ثلاجة الانتظار، دون أن يكون لديها أي أولوية على الإطلاق.
بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
05/10/2017
2287