+ A
A -
قُوَّتُكَ داخلك. تَحَركَّ،ْ قاوِمْ، واجِهْ، غَيِّرْ، وابْنِ بِثَبات أسلوبَكَ في الحياة..
لا تَنتظرْ أن يَأتيكَ التغييرُ من جانب الآخَرين. الآخَرون لن يُغَيِّروا شيئا ولن يَصنعوا شيئا جديدا، مغايرا للذي كان، إن لم تُبادِرْ أنتَ بالتغيير في الآن، ولْتَكُنْ البدايةُ بتغيير نفسك.
القوة ليست قوة العضلات، وليس عليك أن تُؤْمِنَ بأنك تَعيش في هُوَّة يَسري فيها قانون الغاب الذي تَتَسَيَّدُه الحيوانات..
القانون الحقيقي يُنَظَّمُ داخلك ويُنَظِّمُ داخِلَك، وما عليك سوى أن تكتشف هذا القانون.
اِكْتَشِفْ داخلك. لا تَسْتَهِنْ بقُدُراتِكَ الداخلية كما لا يَجدر بك يَقيناً أن تَستهينَ بفكرك الذي هو بَوْصَلَتك إلى العالَم الجديد الذي تَمضي إليه..
المستقبل يَبدأ بفكرة، ومصيرك أساسُه فكرة صغيرة سبق أن فَكَّرْتَ فيها، فكرة فيها من القوة ما لا يتصوره إنسان، فكرة قد تَكون خَلاَّقَة أو تَكون مُدَمِّرَة..
لا تَعتبرْ نَفْسَكَ تافها أو نَكِرَة. عَوِّلْ عليك، أَكْبِرْ ذاتك، ثَمِّنْ قُدُراتك.. تَقَوَّ بإرادتك، وضَعْ في حسبانك دائما أنكَ تَصنع غَدَكَ من فكرة صغيرة سرعان ما تَكبر وتَكبر.. ما تَزرعه تَحْصده، وما تَغرسه تَجْنِي قِطَافَه..
مُستقبلُكَ كُلُّه يَتوقف على فكرة تُفَكِّرُ فيها اليوم. الفكرة تَتحول إلى سُلوك ومسار وخُطَّةِ حياةٍ.. إنها بالْمِثْل خُطَّة نجاح.. نجاحُكَ يَبدأ من داخلك. نجاحك يُرَتِّبُه داخِلُك. نجاحك يَحتاج دفعة قوية من داخلك إيمانا بما في داخلك.
لا تَنتظر أن يَتحرك بك قارب العالَم على بحر هوى الآخَرين. الآخَرون اذْكُرْهُم فقط حين تحتاج إلى أن تَقتدي بخُطاهم إذا صَحَّ أن تَتَّخِذَها قُدْوَةً وتُصَيِّرَها قنديلا. أَمَّا أن تَرسمَ صورة أخرى للعالَم كما تُوثر أنتَ وتشتهي، فامْتَثِلْ لقانون التغيير الذي يَحكم داخِلَك.
داخِلُك هو هذا الكَوْن الواسِع الذي لا يُنافِسُكَ أحد في تسييره. أَعْطِ نَفْسَكَ فُرصةً لِتَقْرَأَ عالَمَكَ الداخلي.. تَحَرَّكْ بقوة كلما دَفَعَتْكَ قوةُ عالَمِكَ الداخلي إلى قَطع خطوة على طريق التغيير تَليها خطواتُكَ الأخرى تباعا..
لا تُنْفِقْ عُمْرَكَ في الانتظار. تَذَكَّرْ أن هناك من وُلِدوا وماتوا وما صنعوا شيئا سوى أنهم انتظروا وانتظروا..
قَيِّمْ أفكارَكَ، قَيِّمْ داخلَكَ، وأَطْلِق العنان لمجداف التغيير حتى تنطلق انطلاقةً مُوفَّقة وتُبْحِر بعيدا، أبعد من النقطة التي تَوَقَّعْتَ بُلوغَها..
غَيِّر العالَمَ حولك، غير عالَمَ أفكارِك.. البداية الموفقة تَقود إلى نهاية موفقة، والفكرة الصائبة تَقود إل حياة في مستوى طموحاتك.. غَيِّرْ إلى الأَحْسَن، غَيِّرْ ما أمكن، فَـ«إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِم» (سورة الرعد، مِن الآية: 11).
نَافِذَةُ الرُّوح:
«كُلّ مَن حَوْلك يَملّ الإنصات، لكن يَظَلّ صَدْرُ الورقة أَرْحَب مِن كُلّ الصُّدور».
«العُمْرُ سفينة لا تَدري أنتَ في أيّ لحظة يَعصِفُ بها بَحرُ الحياة في اتجاه اللاَّرجعة».
«الأمَل نوافذُه مُشرعَة على نهر الانتظار».
«بابُ الحكمة لا سُلَّم يَقودُ إليه في ظِلّ جَبَروت النَّفْس الأَمَّارة بالنَّزَق».
«طريقُ الموت يَبْدَأ بِفِكرة».
«جُنَاةُ الْحُبّ يَقْضون بِما يُمْلِيه عليهم قانون الغيرة».
«الشِّفاه قصيدة لَكَ أَنْ تَكْتُبَها أنتَ بِكُلّ لُغات الْحُبّ».
بقلم: - د. سعاد دَرير
copy short url   نسخ
05/10/2017
3173