+ A
A -
مبدئيا لم يكن إغلاق محلات علي بن علي في جدة ليشكل مفاجأة بالنسبة لي، ذلك لأن المملكة العربية السعودية لم تكتف بتكوين ثلاثي مجاور لحصار الشعب القطري، وإنما إضافة إلى ذلك استدعت دولة من خارج الإقليم هي مصر لتنضم إلى هذا التحالف غير المقدس، وفضلا عن ذلك وإمعانا في الحقد والكراهية لنا لوحت بالمساعدات المالية لبعض الدول لتدور في فلكها، أفلا نتوقع من المملكة وهذا حالها أن تقدم على إغلاق محلات علي بن علي لمجرد أن صاحبها وهو السيد عادل علي بن علي مواطن قطري شريف وتاجر نظيف، ومن حقه كأي قطري أن يعبر عن ولائه لوطنه وقيادته؟!.
المملكة العربية السعودية وتوابعها من دول الحصار عندما قررت أن تحاصر دولة قطر كان قرارها نابعا من أن قطر بلغت معدلات قياسية في التنمية والنهضة والاقتصاد، بينما لا تريد هي لدولة غيرها أن تتفوق عليها، ولكن تريد لدول المنطقة أن تتأخر عنها لتبقى في الصدارة، وهذا لم يعد منطقيا ولا مقبولا في عالم اليوم، فمن يرد الصدارة عليه أن يعمل من أجلها ويسير على طريقها.
لقد رأت المملكة والدول التي تدور في فلكها الرفاهية التي يتمتع بها الشعب القطري والحياة الرغيدة التي يعيشها، بينما يظهر مواطنوها في وسائل الإعلام يشتكون من عجزهم عن تدبير أبسط متطلبات الحياة، وارجعوا إلى حلقات برنامج الثامنة مساء، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي لتعرفوا أن معظم الشعب السعودي يعاني من الفقر المدقع، بينما قلة منه من أمثال دليم الفلس وتركي الشيخ ينعمون بمقدرات هذا الشعب وينفقونها في غير أوجهها، فكيف إذن لا يغلقون محلات علي بن علي الرائجة والناجحة والجاذبة للمستهلك السعودي بجوار تجارة الكبار هناك التي أصابها البوار، كيف لا يغلقون محلات رجل عرف بين أبناء الشعب السعودي أن له أيادي بيضاء بين مجموعة تجار سعوديين جشعين وبخلاء؟!
إن الحسرة الحقيقية الناجمة عن إغلاق محلات علي بن علي في جدة أصابت قلب المستهلك السعودي الذي كان يحصل على سلع تتوفر بها أعلى معايير الجودة، ومطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية بأسعار تشجيعية وتنافسية، وأصبح الآن فريسة للمحلات والتجار الذين يبيعون البضائع المضروبة والمغشوشة بأسعار باهظة، أما بالنسبة لرجل الأعمال القطري عادل علي بن علي فلا نقول له إلا: «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم».
منذ الوهلة الأولى للحصار وما سبقه من قرصنة المواقع القطرية والهجوم الإعلامي على قطر لم تنطل على دول العالم أجمع العلل والحجج التي ساقتها دول الحصار لتبرر أفعالها المشينة، والتي تمثلت في توجيه الاتهامات لدولتنا بدعم الإرهاب، فالعالم كله يعرف من يمول ويدعم الإرهاب لدرجة أن الكونغرس الأميركي صوت لصالح ما عرف بقانون جاستا الذي بمقتضاه يمكن لمتضرري حادث الحادي عشر من سبتمبر 2001 مقاضاة الحكومة السعودية وطلب تعويضات، إنما الأسباب الحقيقية كانت هي الأحقاد والضغائن التي تمكنت من قلوب المسؤولين في السعودية والإمارات، الذين لم يرق لهم التفوق القطري عليهم في كل المجالات الاقتصادية والرياضية والتعليمية.. إلخ.
على العموم ما يقوله الواقع إنهم كلما حفروا حفرة لنا وقعوا فيها، فإغلاق محلات علي بن علي في جدة على الرغم مما فيه من ظلم، أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن دول الحصار بيئات طاردة للاستثمار، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
05/10/2017
2565