+ A
A -
سمعت مديرا سابقا للموساد يقول في مقابلة تليفزيونية سبقت الاستفتاء الكردي، ان استقلال كردستان يفتت العراق ويقضي على دوره كدولة جبهوية تهدد اسرائيل من الشرق.
وعلى مر السنين، اعترف مسؤولو مخابرات اسرائيليون ومن بينهم مدير الموساد المذكور، بأن »الملا مصطفى البرازاني« والد مسعود البرازاني رئيس سلطة اقليم كردستان، هو الذي طلب من اسرائيل مساعدته ضد ما اسماه الاضطهاد العربي للأكراد في العراق.
وحسب الرؤية الاسرائيلية، فإن دولة كردية في شمال العراق ستكون نواة لدولة اكبر لاحقا تضم مناطق التواجد الكردي في شمال وشمال شرق سوريا وشرق تركيا وغرب وشمال غرب ايران. وكما كتب المعلق في صحيفة معاريف »ألون بن ديفيد« عام 2015 فإن هذه »الدولة الكردية ستكون حليف الأحلام« بالنسبة لاسرائيل.
العلاقة الاستراتيجية قائمة بين اسرائيل وأكراد العراق حصرا، منذ عقود، ما يذكرنا ببث القنوات التليفزيونية الاسرائيلية فيما مضى صورا لمصطفى البرازاني وهو يعانق موشي ديان، فيما صارح مسعود الصحافة غير مرة انه لا يوجد خطأ في إقامة علاقة مع اسرائيل ما دام العرب يقيمون مثلها.
كما لا يفوتنا اقتباس ما قاله ديفيد بن غوريون، مؤسس اسرائيل، حول ضرورة اجتذاب »الأطراف« المنافسة للعرب وعلى رأسها الاكراد. وإذا كانت كردستان ستحول، كجزء منفصل عن العراق، دون إحياء الجبهة الشرقية، فإن استقلالها يعني تقسيم العراق رسميا وباعتراف دولي، وهو ما قد يسري على مناطق الاكراد في سوريا، ويؤجج المشاعر الانفصالية لتشمل ثلاثين مليون كردي في تركيا وإيران لاستكمال المخطط.
ورغم انه لا توجد صيغة رسمية للعلاقات بين اسرائيل، وكردستان التي تدير شؤونها في منأى عن اقامة سلطة بغداد المركزية، فليس سرا ان هناك اوجه اتصال وتعاون كبير ومعمق بين الكيانين امنيا وسياسيا وتجاريا. وأثناء حملة »عاصفة الصحراء« ضد العراق، استنفرت المنظمات اليهودية عبر العالم لكسب التأييد لاستقلال كردستان بحجة التمييز العرقي ضدهم.
ويقيم في اسرائيل 150 ألف كردي يسهلون تعزيز الصلة مع كردستان، فيما تعهدت حكومات الدولة العبرية بتعزيز القدرات العسكرية والأمنية والاقتصادية لإقليم كردستان حتى يتمكن من تأمين الظروف والشروط اللازمة للانفصال.
على ضوء ذلك تتضح صعوبة التوصل الى حلول في المستقبل المنظور بين بغداد وأربيل خاصة بعد رفض البرازاني شرط العبادي إلغاء نتيجة الاستفتاء الذي جاء لصالح الاستقلال، رغم التهديدات العسكرية والضغوط من قبل انقرة وتركيا.
لم لا ومدراء الشركات الاسرائيلية العديدة التي تعمل في كردستان، يديرها جنرالات متقاعدون؟!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
30/09/2017
2263