+ A
A -
أمضى الكاتب الفرنسي «مونتسيكو» خمس سنوات كاملة في كتابة كتاب «روح القوانين» وحين انتهى منه،جمع عددا من أصدقائه وشرع يقرأ لهم صفحات طويلة من الكتاب.وحين توقف عن القراءة رأى علامات الاستياء على وجوههم بدلا من الإعجاب.وقبل أن يبتلع الصدمة الحقوها بصدمة أخرى،إذ طلبوا منه بالاجماع أن يرمي به في سلة المهملات. لكن مونتسيكو لم يطاوعه قلبه على نبذ سنوات طويلة من التعب والجهد،فتجاهل نصيحة أصدقائه المخلصين الذي لا يشك في إخلاصهم ودفع بالكتاب الى المطبعة.ولما نشر الكتاب تلقفه القراء بحماس ووصفه النقاد بأنه من أهم الكتب التي نشرت في القرن الثامن عشر.وفيما بعد ارتبط اسم اشهر مفكري فرنسا مونتسيكو بكتابه روح القوانين.وقضى الكاتب الايطالي ألبرتو مورافيا ثلاث سنوات في كتابة روايته الأولى «الا مبالون» وهي رواية تتناول التفسخ الاجتماعي في ظل النظام الفاشي لموسوليني حيث تتنازع الأم وابنتها على قلب رجل واحد.ورفض معظم الناشرين نشرها.فما كان منه الا أن طبعها على نفقته الخاصة.وحققت الرواية نجاحا كبيرا جعل اسمه يتردد على كل لسان حتى بعد مصادرتها.وبعد سقوط الحكم الفاشي أعيد طبعها عدة مرات.وعندما كتب الفيلسوف المتشائم شوبنهاور أهم كتبه وأشهرها(العالم كإرادة وفكر) تلقاه القراء بفتور وعدم مبالاة.وسمع شوبنهور أحد النقاد يطعن في الكتاب أمامه فقال له بغضب: ان هذه الكتب مثلها مثل المرآة اذا نظر فيها حمار فلا يتوقع ان يرى وجه ملاك وعانت الكاتبة التي أصبحت أغنى كاتبة تقريبا في العالم «كي جي رولينغ» الفقر والبؤس وخيبة الأمل،ورفضت اثنتا عشرة دارا للنشر طبع كتابها الأول هاري بوتر،ثم وفي محاولة أخيرة طلب رئيس مجلس إدارة دار نشر صغيرة من ابنته «أليس» أن تقرأ صفحات من الكتاب وتبدي رأيها.وكان في هذا الطلب استخفاف وتصريف كما نقول بلهجتنا العامية.فإذ كيف لطفلة لم تبلغ العاشرة بعد أن تصدر حكما على جهد مؤلف بالغ. ولكن ومن حسن حظ «كي جي» وأطفال العالم ان أعجبت الفتاة الصغيرة أليس بالقصة.ونقلت حماسها إلى والدها.وصدر الكتاب وتبعته الأجزاء المكملة التي جعلت من مؤلفته أغنى من ملكة انجلترا.ان.طريق النجاح ليس مفروشا بالورد.وعلى كل من يكتب كما قال فولتير ان يتوقع لوم بعض الناس على ما كتب.ولوم البعض الآخر على ما ترك.ولكن لا ينبغي لهذا اللوم وما يماثله من المنغصات الصغيرة ان يصرف الكاتب الذي يعشق الحقيقة والحرية عن الكتابة. فالكاتب لا يطمح في الواقع الا ان يتركوه يحيا كأديب.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
27/09/2017
3405