+ A
A -
قنبلتان قلبتا وجه المعادلات، ودفعتا بالشرق الاوسط والعالم نحو فصل اعمي من فوضى قد تكون دامية ومدمرة. ففي الوقت الذي عبر فيه حيدر العبادي عن قلق بالغ حين حذر من ان الاستفتاء الكردي الذي جرى امس هو محاولة لتقسيم العراق، جربت ايران صاروخا بالستيا جديدا مداه ألفا كيلومتر وقادر على حمل رأس نووي، ما اعتبره المتابعون تعجيلا بانهيار الاتفاق النووي الموقع بين طهران والخمسة الكبار زائد ألمانيا، عام 2015.
وإذ ينتظر شركاء واشنطن قرارا من الرئيس ترامب في اكتوبر القادم بشأن نواياه تجاه الاتفاق الذي يكبح اي رغبات لدى طهران بالحصول على السلاح النووي، عاودت الانظار تتركز بعيون منهكة على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
قنبلة الاستفتاء الكردي على الاستقلال، سبقتها انتخابات جرت على عجل في مناطق كردية بسوريا منها الحسكة والقامشلي وتل ابيض وكوباني واقليم عفرين القريب من حلب، لتعزيز إدارتهم الذاتية لهذه المناطق، وسط حماس المسؤول عن الاقتراع حين قال: »باي باي للنظام المركزي بدمشق«.
في الوقت ذاته، فإن لافروف الذي شبه ترامب وكيم منذ ايام بأنهما اشبه بطفلين يتشاجران في روضة، استخد لغة اشد خطورة وجدية عندما حذر قبل ساعات، من كارثة ممكنة يسقط فيها عشرات او مئات الآلاف في الكوريتين والصين واليابان وغيرها.
وفيما عبرت موسكو عن قناعتها بأن الاميركيين لا يشنون ضربات عسكرية على كوريا الشمالية لأنهم متأكدون من امتلاكها قنابل نووية, تصاعدت الحرب الكلامية مجددا بين واشنطن وبيونغ يانغ اللتين شاركتا اربيل في إلقاء ظلال سوداء على مستقبل العراق وسوريا، على عكس السليمانية وعدة مناطق كردية تعارض الاستفتاء او تعبيد طريق الاستقلال في الظروف الحالية المتخمة بالحروب.
الفرنسيون من جانبهم يقترحون إدخال تعديلات على الاتفاق النووي يقنع الادارة الاميركية بعدم شطبه، بينما يتحدث اميركيون وأوروبيون عن قلق شديد من »دور ايران المزعزع للاستقرار في المنطقة«. غير ان ذلك لم يَحُلْ دون تحذيرات عديدة من التداعيات السلبية لأي تغيير مفاجئ في موقف واشنطن تجاه ايران، في حين فشلت عدة مجموعات دولية بإقناع كوريا الشمالية بالعودة الى التفاوض مع الاميركيين.
تركيا من ناحيتها تلوح بالخيار العسكري لإجهاض فكرة الاستقلال الكردي خاصة في ظل »أنشطة ارهابية« تمارسها احزاب محظورة ذات نزعة انفصالية تستهدف استقرار وأمن عشرين مليون تركي من اصل كردي.
أما بغداد فتجهز مجموعة من العقوبات القاسية اقليميا ودوليا على كردستان، الاقليم الذي يشكل رسميا جزءا من الدولة العراقية، وخروجه يعني تفتيت العراق. كما نشأ توجه للتحقيق في مصير مليارات الدولارات التي اختفت منذ سيطرة كردستان على نفط كركوك وبيع ما يقرب من مليون برميل يوميا دون تنسيق مع حكومة بغداد المركزية.
لم يعلق البرازاني على تصريحات العبادي الغاضبة، متعهدا بإقامة »جيرة جيدة« مع حكومة بغداد، في وقت حذرت فيه باريس من ان التراجع عن الاتفاق النووي الايراني سيؤدي الى سباق تسلح في المنطقة يصعب لجمه، مؤكدة ان حصول ايران المحتمل على اسلحة نووية بعد انهيار الاتفاق النووي الوارد، سيدفع الجيران الى ذات السلوك.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
26/09/2017
1384