+ A
A -
تستغرب اسرائيل ادراجها في القائمة السوداء لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة. ونحن في الواقع لا نستغرب استغرابها، ذلك ان هذا بالضبط ما يلجأ اليه ارباب »العالم السفلي«، من قتلة وأوغاد وتجار للبورنو والبشر وبيع الاعضاء والسلاح والمخدرات، فضلا عن إثارة الحروب والفتن.
المنتمون لهذه الطبقة من المافيويين، أعداء للإنسانية ومرتكبو حروب ابادة وتطهير عرقي وتمييز عنصري. وفي الواقع، لا نظلم اسرائيل عندما نعتبرها الزعيم غير المتوج لنخبة العتاة الحاقدين، كهؤلاء.
ندرك، في هذه المنطقة خصوصا، طبيعة ما تسمى اسرائيل، وهي دولة بلا جذور موثقة كما برهنت الامم المتحدة، استقدم الغرب (بريطانيا، فرنسا، المانيا، الولايات المتحدة) سكانها من جميع الاصقاع وأضافوا فوقهم الكثير من يهودها للتخلص من آفاتهم وتدخلهم المَرَضي في شؤونهم ومواقفهم السياسية والاقتصادية.
شجع الاوروبيون اليهود على الهجرة الى فلسطين منذ أواخر القرن الثامن عشر وبوشر في تصدير »الكيبوتزات« الزراعية الصهيونية في مطلع القرن التاسع عشر، لتتحول لاحقا الى ركائز للدولة.
ثم جاءت الحرب العالمية الثانية واستهداف النازية لليهود، ما وفر فرصة مثالية لتكثيف الهجرة الى فلسطين تحت ستار علاقة دينية كاذبة بين الصهيونية والقدس، وهي علاقة اثبت اليونسكو مؤخرا بطلانها مما اصاب اسرائيل بالجنون، خاصة مع انهيار اسس الاسباب التي قامت عليها الدولة الغاصبة.
كان من اهداف الغرب إبعاد اليهود كي يكفوا عن اشعال الخلافات الاوروبية والعبث بقضايا القارة والشؤون الاميركية لاحقا.
القائمة السوداء إذن هي اقل ما يمكن ان توصف به اسرائيل، خاصة أن ممارستها الإبعاد والقتل والاعتقال والتشريد والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وسياسة الاستيطان الاحلالية فوق أراضي سكان تلك البلاد الاصليين، كلها موثقة وثابتة واستقرت في أذهان الشعوب والأمم، وبانت أضاليل اسرائيل وحُماتها واضحة وغير قابلة للدحض او الانكار.
وتم قبل ايام بث فيلم »مطاردة الاشباح« الفلسطيني الذي دخل مسابقة اوروبية حول الافلام الوثائقية، وهو فيلم أداه مجموعة من الأسرى السابقين، الذين أسروا قلوب من شاهد وحشية وقسوة التعذيب والإذلال والقتل التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في سجون بعضها اقيم تحت الارض.
هذه الدولة المزروعة كنبتة غريبة عن محيطها اضطرت اخيرا لممارسة سياسة »الابارتيد« رسميا، تماما كما كانت تفعل حكومات جنوب افريقيا قبل مانديلا، مع العلم بأن اسرائيل اقيمت فوق ما نسميه »أرض الرباط« اشارة الى أطهر بقعة تضم المسجدين الأقصى والابراهيمي، ويقدسها المليارات. ولولا وجود هذه الدولة الدخيلة المقحمة إقحاما في فلسطين، لما نشأت أزمة الشرق الاوسط أصلا، ولما عاشت المنطقة الحروب والفتن المذهبية والعرقية التي تعاني منها الآن. فكيف يمكن إذن أن تكون هناك قائمة سوداء حول حقوق الانسان، لا تتصدرها اسرائيل، كيف؟!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
25/09/2017
1478