+ A
A -
كان الأمس يوما مشهودا في التاريخ القطري، بل في تاريخ المنطقة كلها، يوما يجب أن يسجل بأحرف من نور في مناهجنا وعقولنا وقلوبنا، يجب أن توثق فعالياته وتروى حكاياته، عن قائد عظيم ارتقى وسما بوطنه وشعبه، وجعله ملء السمع والبصر في العالم أجمع، يجب أن توثق حكاية شعب يرى الوطن في شخص القائد، ويرى في هذا القائد العزة والكرامة والشموخ، حكاية جميلة يجب أن نسطرها في كتبنا، ونسجلها في فنوننا وآدابنا، ونجسدها كملحمة وطنية على مسارحنا، ونرسمها في لوحات معارضنا.
لقد خرج شعب قطر كله وعن بكرة أبيه أمس يستقبل أميره وقائده «تميم المجد» حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لدى وصوله إلى أرض الوطن عائدا من جولة خارجية ناجحة بكل المقاييس وموفقة بكل المعايير، شملت كلا من تركيا وألمانيا وفرنسا، وتوجها سموه بالخطاب التاريخي والاستثنائي الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، خطاب تابعه زعماء العالم ورؤساء الوفود الموجودون بكل ترقب واهتمام، حيث جلسوا يستمعون إلى كلام سموه بإصغاء وإعجاب، كما تابعه القطريون وكلهم فخر واعتزاز، هذا الاعتزاز الذي تجلى للعالم كله عندما قال سمو الأمير حفظه الله تعالي ورعاه: «واسمحوا لي في هذه المناسبة ومن على هذه المنصة أن أعبر عن اعتزازي بشعبي القطري، ومعه المقيمون على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات» فخر لا يعادله فخر أن يعلن تميم المجد من على منصة الأمم المتحدة اعتزازه بشعبه، ولأن قطر بلد الأخلاق الحميدة والمثل العليا لم يقتصر اعتزاز سموه على أبناء شعبه من القطريين فقط، بل امتد ليشمل أيضا المقيمين على أرض قطر من مختلف الجنسيات، بينما عُرِف عن دول الحصار ممارسة المضايقات والمطاردات للمقيمين عندهم الذين يشتكون دائما من ضياع حقوقهم.
هذا المشهد العظيم للشعب القطري الذي تجلى في استقباله لقائده أقل ما يوصف به أنه تجديد للبيعة والولاء والقسم، ولكن في صورة جديدة وبشكل جماعي وعلني ومباشر، ابتكار في ترسيخ الانتماء وتأكيد الوفاء من شعب لقائد ارتقى واعتز به.
كل رمز له دلالته الوطنية كان حاضرا بقوة في مشهد استقبال سمو الأمير أمس، الجموع الغفيرة من أطياف الشعب رجالا ونساء وأطفالا خرجت ترحب بالعودة الحميدة، الشعر بأغراضه الوطنية صدح، وأصوات الشيلات الحماسية عَلَت، ولافتات الترحيب ارتفعت، والأعلام رفرفت، شعرنا كأن كل شيء يشارك الشعب فرحته وبهجته، باستقبال قائده وراعي نهضته، النخل والشجر، والرمل والجحر، والشاطئ والماء، والخضرة الغنَّاء، كلها كما لو كانت سعيدة، بفرحة الاستقبال التي كانت بالأمس حقا حالة فريدة.
هنيئا لقطر وشعبها هذا القائد الهمام «تميم المجد» الذي زكَّى صموده فقال من على منبر الأمم المتحدة: «لقد صمـد هـذا الشعـب فـي ظـروف الحصـار، ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء، وأصر على استقلالية قرار قطر السيادي، وعزز وحدته وتضامنه، وحافظ على رفعة أخلاقه ورقيه رغم شراسة الحملة الموجهة ضده وضد بلده»، لقد تعودنا في هذه الدول التي من حولنا على أنظمة تهمش شعوبها، وتنكر دورها، تعاقبهم لا على أفعالها وأقوالها فحسب، بل على مشاعرها أيضا في سابقة لم تعهدها البشرية من قبل.
قطر وسط هذه الدول واحة أمن وأمان، يشار إليها دائما بالبنان، كيف لا وهي التي جعلت من الأمن والسلم أولوية لها في سياستها الخارجية، وهذا ما استهل به قائدنا حديثه للعالم فقال في بداية خطابه: «يمثل حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي أولوية في السياسة الخارجية لدولة قطر».
فإذا كانت هذه هي قطر في سياستها الخارجية، لكم أن تتصوروا كيف تكون مع مواطنيها والمقيمين على أراضيها؟، الجواب يتحدث به الواقع، فرغم الحصار الجائر الظالم عاش المواطنون والمقيمون حياة كريمة، لم ينقصهم شيء، حرصت الدولة على توفير الغذاء والدواء، فلم يشعر أحد بتداعيات هذا الحصار لأن الدولة تحملتها، لذلك ليس غريبا بل كان طبيعيا أن يخرج الشعب كله لاستقبال حضرة صاحب السمو الأمير المفدى، في هذا المشهد الوطني الذي عز نظيره.
بقيت الإشارة إلى أن هذا الاحتفال على أرض الواقع يوازيه احتفال وترحيب آخر بنفس الحماس والحرارة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أطلق القطريون هاشتاق «كل قطر تستقبل تميم» يغرد من خلاله الآلاف حبا في الوطن وقائده، كما يغرد الآلاف أيضا من خلال حساباتهم الخاصة، إنه الاستخدام الأمثل للسوشال ميديا التي لا تستخدم في دول الحصار إلا لبث الكراهية ونشر الأحقاد والضغائن.
خلاصة القول إن الاحتفال باستقبال تميم المجد بهذا المشهد المهيب يعد بمثابة توقيع جماعي من الشعب لتجديد البيعة لقائده تميم المجد ولنردد جميعا:
مرحبا يا تميــم المجــد قايــدنا
شعبك اللي يحبك ما يبي غيرك

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
25/09/2017
3723