+ A
A -
اسمحوا لي ان اخرج قليلا عن تقاليد الكتابة، وأن أحصر شكواي في ملاحظات التقطتها في يمّ متصارع من الخلافات التي تبدو في كثير من الاحيان صبيانية او حتى تافهة.
أستعير بداية، ما قاله وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عندما وصف الخلافات المحتدمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بأنها اشبه بشجار في روضة اطفال، ثم أبني عليها ما يدور في بقية الرياض.
روعني ما يتردد في صحف لندن هذه الايام عن غرق بريطانيا أم الديمقراطيات، في لجة الفوضى، وعدم اهتمامها بحقوق الانسان أو أوضاع الاقليات في الوقت الراهن، بل انقادت وراء نزعة الانتقام من الارهابيين الذين أكثروا التطاول عليها مؤخرا.
كبوة انجليزية من الطراز الاول، ونقطة ضعف غير مألوفة، غير ان كاتبا يهوديا متنورا مثل يوري افنيري (94 عاما) تساءل في مقال امس عن كيفية استمراره بأن يكون متفائلا في مثل هذه السن التي قد ترمز الى كفره بنظريات السلام التي تداولها سياسيو القرن الماضي ثم رموا مؤامراتهم في البحر واغتال المتطرفون ما ظل منها.
وإذا كان ولي عهد الأردن قد تحدث أمام الامم المتحدة عن إنفاق الترليونات على الحروب واستكثار نسبة ضئيلة منها، على فقراء عالم صامت صمت القبور، فقد لجأ الفاتيكان في خطوة مفاجئة، الى منع المشردين من التدفق على بواباته كالعادة لتحصيل المواد الغذائية، مبررا ذلك بمخاوف ارهابية.
وفيما يُقتل مسلمو الروهينغا والفلسطينيون وغيرهم يوميا دون محاسبة ومنذ عقود (دون توقف) سرق فلاديمير بوتين سوريا بالمعنى الحرفي ووزع بعضها على اللاعبين واحتفظ بحكم يريده لبشار دون مشاركة أي معارض، لأن أي معارض، كما علمته غروزني هو بالضرورة ارهابي.
في الوقت نفسه اخفقت المصالحات في سوريا والعراق لأنها لم تنص على معالجة المظلوميات السنية في البلدين، وأبقتهما في حضن الملالي والمذهبية الى اجل غير مسمى، لكنه قادم لا محالة.
وإذْ تعاملت روسيا مع مدن سوريا وكأنها سلسلة من غروزنيات مدمرة، فإنه ورفاقه اللصوص تقاسموا الغنائم، وبقيت قلة من الدول قالتها صراحة: لا سلام والأسد موجود، ما دفع بوتين الى التفكير في القفزة التالية في الهواء.
يقول عودي زهافي في هآرتس: ذهبنا للتنزه فلم نجد لغة عربية. لماذا لأن التمييز ضد العرب يطال الآن اللغة والتراث ايضا.
أما المراهق السياسي البرازاني، فيقسم بالله ان يجري الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان الجزء الاصيل من دولة العراق غدا، رغم البنادق الموجهة اليه من قبل جميع الجيران تقريبا.
خطية أخرى تضاف الى خطايا اللاعبين في فضاء »الربيع العربي« المشبع بالعفن والموت والجهل، لكن كل هذه الخطايا تخصيص السعودية مبلغ 15 مليون دولار(!) لإغاثة شعب الروهينغا، وليتها لم تخصص ريالا واحدا، مقارنة بمئات الملايين (على الأقل) التي خصصت كهدايا لترامب والعائلة الكريمة، الذين أقنعوها بوقف كل اشكال المعارضة السورية، تماما ودائما.
الصين وحدها تتربص بدهاء، فالكثير سيبدأ بالوقوع في يدها عندما تغيب »الشموس المطفأة« عن سماء مكفهرة في عالم تحول بأغلبه الى رياض أطفال!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
24/09/2017
1347