+ A
A -
عندما نتحدث عن المجتمع الاسرائيلي، فإننا نتكلم عن مجتمع «ملعوب فيه» ومتنقل بتوهان ناضح بين المواقف التي تزرعها السلطة الليكودية بمعونة المستوطنين وقيادات الحاكمين، خاصة في الفترة الاخيرة.
لذلك نرى يهود فلسطين المحتلة لا يستقرون على رأي جمعي فيما يتعلق بمستقبل اسرائيل، وإن كانوا خاضعين في هذه السنوات الى ما ضخته اجهزة نتانياهو السياسية والاعلامية من حقد شامل ضد كل ما يمت للجين العربي او الفلسطيني بصلة.
ورغم استمتاع «تشيك برايلخ» في مقال نشرته هآرتس بمن وصفتهما بالاكاديميين الفلسطينيين حسين الآغا وأحمد الخالدي حول اقتراب نهاية الحركة الوطنية للفلسطينيين، فنراه (وإنْ رأى المقال «ممتعا»)، كمن يحمل فانوساً ويدور في انحاء الامكانات ليخلص إلى ان ما توصل اليه الآغا والخالدي ليس جيدا.
على كل حال، هكذا هم اليهود في العادة، لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، ويبحثون باستمرار عن العيوب والثغرات ويشغّلون معاهد البحث للخروج بالاحتمالات المحيرة ويشعرون بالتخبط حتى لو تبنت حكومتهم هذا الرأي او ذاك.
وبعد ان تساءل الكاتب عمن سيصبح الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في حالة فقدان منظمة التحرير التي لم تجلب التحرير اصلا، قال، على الطريقة اليهودية المعتادة، إن الأكثر قسوة في انتهاء حركة التحرر لدى الشعب الفلسطيني هو مصير الحركة الوطنية اليهودية، لأنه اذا هُزم الفلسطينيون فسنبقى والكلام للكاتب، اسرى حل الدولة الواحدة رغما عنا.
ورغم ان هذا الكاتب لم يقترح رش الشعب الفلسطيني بالكيماويات للتخلص منه، فقد اخذ يندب «كالولايا» على ما سيحصل، مضيفا ان الانتصار اليهودي سيبقينا مع حل الدولة الواحدة ثنائية القومية.
ثم يسترجع الاحداث ويقول ان الواقع الثنائي فرض نفسه منذ فترة وأخذ يتحول من كابوس مستقبلي الى واقع أليم مضافا اليه الارهاب الذي اصبح جزءا من واقعنا، مثلما اضاف، فضلا عن الخوف الدائم لدى اجهزة الامن من اندلاع موجات عنف، والتوجهات الديمغرافية (تزايد اعداد الفلسطينيين).
ينتقل الكاتب المريض بالرهاب كما يبدو، الى القول: لم نعد اليوم نتحدث عن مستقبل بعيد او غامض، او عن نتاج خيال اليساريين الانهزاميين، بل ان اكثر من 40 % من سكان اسرائيل والضفة الغربية معا ليسوا يهودا، وأنه اذا اضفنا سكان قطاع غزة، فسيصبح الفلسطينيون في فلسطين اكثر من اليهود.
ويخلص تشيك برايرلخ الى القول إن الاستطلاعات تظهر ان معظم الشعب اليهودي يعارض بشدة حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، وبناء على ذلك فإن الخطاب الجماهيري، حسب رأيه المهووس، يجب تحويله من الشأن الفلسطيني الى النضال من اجل انقاذ المشروع الصهيوني الذي يتركز على حل الدولتين الى حين تخليق الظروف المناسبة، لتغيير ذلك.
لم تنته مقترحاته الصبيانية عند هذا الحد، رغم تعبيرها عن الهوس والحيرة في المجتمعات اليهودية، إذ اقترح تشيك نقل اجزاء اخرى من المنطقة (ج) الى المسؤولية الفلسطينية لايجاد منطقة حكم ذاتي حقيقي، واتخاذ خطوات لبناء المجتمع والثقة، ومنح تصاريح للبناء في مناطق مثل قلقيلية، ووقف الاستيطان خارج الكتل، ومنع حوافز للفلسطينيين.
أتعبتني أقوال هذا الصهيوني التائه الذي عنون مقاله كالتالي: «الموسيقى الجنائزية الفلسطنيية لحن الحزن الأ خير للبجعة الصهيونية»!
متفائل «الأخ».. أم متشائم؟ أولا لست أخا ولا ابن عم أيها المتشرد عبر التاريخ، الذين سيحكم لسكان لن يهزموا أبدا.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
23/09/2017
1487