+ A
A -
متى فقد الإنسان معنى الولاء والانتماء فوجوده من عدمه، فلا تنتظر منه العطاء، لأنه سيكون إنسانا ناقص الشعور عديم الوفاء غير مبال ولا مخلص لأن «فاقد الشيء لا يعطيه»، لقد أحسنت مدرسة الدوحة الثانوية الحكومية للبنين في مبادرتها الرائعة وغير المسبوقة التي تحمل في ثناياها عبق الوطنية، وتحمل في ثناياها أرفع معاني الفخار والعزة والانتماء والولاء على امتداد أرض قطر، بإتاحتها الفرصة لطلبة المدرسة للاستماع إلى خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الذي ألقاه في المناقشة العامة للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في الطابور الصباحي.. إذا كان الخطاب إنجازاً وصل إلى حد الإبداع بما تضمن من حكم مستنيرة استلهمت قيماً إيجابية وتطلعات المستقبل، شمل مختلف القضايا السياسية والخلافية وقضايا الإنسان وعلى نحو موضوعي، وواكب المستجدات التي تشهدها الساحتين الخليجية والعربية وتطورات الأوضاع الدولية والإنسانية في كل الميادين، فإن مبادرة المدرسة والقائمين عليها بتأصيل وترسيخ قيم الوطنية في نفوس أبنائها أعتبرها خطوة صائبة موفقة حققت الهدف منها.
إن أبرز ما ميز الخطاب أن صاحب السمو عبر عن اعتزازه بالشعب القطري ومعه المقيمين على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات، وقال سموه «لقد صمد هذا الشعب في ظروف الحصار ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء وأصر على استقلالية قرار قطر السيادي وعزز وحدته وتضامنه وحافظ على رفعة أخلاقه ورقيه رغم شراسة الحملة الموجهة ضده وضد بلده».
ومع أن دولة قطر تؤمن بالسلام وتعمل من أجل تحقيقه وتحارب الإرهاب دائماً وأبداً فإن قطر تقف على أهبة الاستعداد للذود عن تراب الوطن وحماية مكتسبات النهضة المباركة.
إن السياسة الخارجية القطرية التي أرساها سمو الأمير ترتكز على قيم السلام والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والحوار والعمل على الحل السلمي للخلافات وتحقيق الأمن والاستقرار لكّل الدول في المنطقة، وبحكمة وبُعد نظر تتعامل قطر مع مختلف التطورات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية لذلك أصبحت تحتل مكانة دولية مرموقة وتحظى بتقدير العالم لما تقوم به من جهود مخلصة ومساهمات فعالة في حل العديد من المنازعات على كافة الأصعدة.
وفي هذا الإطار أكد صاحب السمو على أن «دبلوماسية السلام» التي اعتمدتها القيادة القطرية هي أفضل السبل لحل الخلافات والمنازعات بين الأشقاء والأصدقاء خاصة وأن قطر تحظى بعلاقات صداقة وتعاون مع سائر دول العالم. إذ استطاعت أن تسهم بشكل فعال في التوصل إلى حلول وتوافق بين أطراف العديد من الأزمات التي شكلت خطراً على المنطقة، واختتم سموه خطابه قائلاً «إن دولة قطر لن تألو جهداً في العمل على تعزيز دور وجهود الأمم المتحدة الرامية لتحقيق ما ينشده المجتمع الدولي من سلم وأمن وتعزيز حقوق الإنسان والدفع بعجلة التنمية وسوف تبقى قطر كما عهتموها كعبة للمضيوم وستواصل جهودها في الوساطة لإيجاد حلول عادلة في مناطق النزاع «لقد أشاد جموع الطلاب بخطاب صاحب السمو واستمتعوا به لثرائه الذي مثل لهم الثروة والثورة في مواجهة الحصار والاستبداد في الأرض.
وتأتي مبادرة المدرسة إلى مشاركة الطلاب الاستماع للخطاب والاستمتاع بمضامينه مدى حرص مدرسة الدوحة الثانوية للبنين على هذا الجيل الذي سيكون ركيزة مهمة في بناء دولة قطر والنهوض بها مستقبلاً، لتظل دولة قطر شاهداً على وحدة وقوة هذا الوطن المعطاء.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/09/2017
2533