+ A
A -
ليس مهما جدا أن تمتلك ايران قنبلة نووية او لا تمتلك، فهي ربما تكون على حافة الامتلاك، وقد تكون قادرة بالفعل على تطوير تلك الامكانية.
يقال: وَلِمَ لا والنادي النووي المقفل اصلا على الخمسة الكبار، توسع ليشمل الهند وباكستان والبرازيل وجنوب افريقيا واسرائيل، عدا توفر القدرة على تطوير السلاح في دولة متقدمة مثل المانيا واليابان وكازخستان وتركيا وغيرها، اضافة الى مجموعات ارهابية حصلت حتما على اسلحة نووية عبر عصابات تشكلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي؟
لماذا «لا» لإيران، بعد ان تحول النادي النووي الى حديقة عامة؟ ومن يستطيع اصلا منع طهران من الحصول على هذا السلاح، ما دام كل هؤلاء قد حصلوا عليه، او اذا كانت مصممة هي على اقتنائه؟
على ارض الواقع ليس ثمة دليل قطعي على امتلاك ايران السلاح النووي، كما لا يتوافر اي دليل قطعي يدحض هذه الامكانية. وإذا كان الاتفاق النووي الموقع بين ايران والخمسة الكبار زائد المانيا، هدفه المعلن ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني، فلماذا نشهد كل هذا الشد والجذب بشأنه، ولماذا تتبادل واشنطن وطهران التهديد بنسفه.. الاولى لاعادة نظام العقوبات الصارم، والثانية لتنشيط برنامجها التخصيبي الممكن ان يفضي الى القنبلة؟
الثقة منعدمة بين اميركا وايران فيما يتعلق بالبرنامج النووي، فيما عادت اسرائيل الى النفخ بقوة في النار الذرية التي توشك ايران على إشعالها كما يتردد.
لا براهين على ذلك، غير ان اهم محللي اسرائيل العسكريين «أليكس فيشمان» تحدث مستيعنا بالمعلومات والارقام، عن صواريخ شهاب - 3 الايرانية التي هي في الواقع، كما قال، تطويعات لصواريخ كورية شمالية، وعن تطوير مشترك بين بيونغ وطهران لصواريخ جديدة اكثر دقة، مشيرا الى قدرة فنية كورية طبق الاصل عن القدرة الايرانية ليس في مجال الصواريخ البالستية فحسب، وإنما في المجال النووي ايضا.
ويكشف فيشمان عما وصفه بتبادل للمعلومات التكنولوجية بين البلدين، وبمنح مالية ايرانية سخية لكوريا الشمالية، وعن ضيوف ووفود تفد الى بيونغ يانغ اما للتباحث او حضور المسيرات العسكرية والتجارب النووية التي يجريها الكوريون.
والمعروف للصحافة الاميركية ان طرد كوريا الشمالية منذ سنين مراقبي وكالة الطاقة الذرية من اراضيها، فتح المجال امام مجيء الخبراء الايرانيين الى كوريا لتطوير ملفهم العسكري النووي دون رقابة احد.
وحسب ما نشرته مصادر مخابراتية اميركية في وقت سابق، فإن الصواريخ الباكستانية الحاملة للرؤوس النووية، هي ايضا نسخ عن شهاب الايراني، وهو ما يثبت ان باكستان وايران وكوريا الشمالية جميعها اما دول نووية او على حافة الحصول على السلاح النووي. وكما يتهكم فيشمان، فإن وكالة الطاقة الدولية التي تبحث عن الخبراء النوويين في ايران بموجب بروتوكول التفتيش الصارم، عليها ان تعلم انهم مشغولون بأبحاثهم السرية في المختبرات النووية بكوريا الشمالية!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
20/09/2017
2152