+ A
A -
تنفس الغزاويون أمس الصعداء مع الأمل بانفراج أزمة خنقتهم على مدى احد عشر عاما، اثر الانقسام بين السلطتين في رام الله وغزة. أزمة كادت تعصف بالمجتمع الفلسطيني في غزة اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا، لولا موقف قطر المشرف التي مدت يدها تبني المشاريع وتكفل اليتامى، وتدعم التعليم، حتى في أزمة الحصار الرباعي كانت قطر تبني الوحدات السكنية للمحتاجين.
كنت على اتصال مع كثير من ابناء غزة، وبناتها الذين أعلنوا حالة الفقر حتى الكفر، بالعروبة والسلطة وفتح وحماس والكل يصرخ نريد الحياة، وقد أحكمت مصر وإسرائيل والسلطة الخناق على القطاع لا ماء ولا كهرباء ولا رواتب ولا سفر ولا علاج.
انها خطوة راشدة اتخذتها حماس بحلّ اللجنة الإدارية في غزة وان كانت بجهود من اتهم الرئيس المنتخب بالعمالة لتخابره مع حماس - لا بأس -، بعد ان وصلت الأمور إلى حافة الهاوية وبفعل اشقاء واصدقاء تآمروا مع الشيطان لكي تصل غزة إلى هذه الحالة.
لقد ألقت حماس الكرة في ملعب حكومة الوفاق ودعتها للحضور إلى غزة لممارسة مهامها وفق إتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، بما يحقق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وتحقيق أمل الشعب الفلسطيني بالوحدة الوطنية. فاستجابت لكل مستلزمات ومتطلبات نجاح البيان لما فيه من تعزيز للوحدة ونهوض بالمشروع الوطني وتمتين للنسيج الاجتماعي، وهذا يضع أبو مازن وحركة فتح في اختبار حقيقي أمام شعبنا الفلسطيني الذي يتطلع إلى استجابة عملية وفعلية لتحقيق طموحاته في وحدة وطنية وشراكة حقيقية كما يقول مسؤولو الحركة.ونحن من طالب بالوحدة الوطنية الفلسطينية، نرى انها بارقة أمل تأتي من غزة تزيح شيئا من الغمة بعد حصار لغزة دام عشر سنوات، لم ولن ينساه التاريخ. نعم نريد الوحدة الفلسطينية وان كانت على يد من خنق غزة ومنع عنها الماء والهواء ودمر بنيتها، نريدها لانها الضمانة في مواصلة الحياة بشرف حتى وان كانت اللقمة مغمسة بماء الرياء.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/09/2017
1433