+ A
A -
منذ زمن ليس قليلا توزع الاكراد في كل ربوع العرب، وذابوا في الثقافة العربية حتى ان منهم مشاهير برعوا في الكتابة بلغة الضاد بمستوى لا يقل اطلاقا عن كتابات الناطقين بها، فعرفنا عباس محمود العقاد صاحب سلسلة العبقريات التي صاغت ثقافة الكثيرين منا، وأمير الشعراء أحمد شوقي بك، الذي وإن كان قد ولد بالقاهرة الا ان له جذورا كردية فهو ابن لأب كردي مصري وأم من أصول تركية، والشاعر العراقي ورائد الحداثة في الشعر العربي بلند الحيدري، المولود في بغداد هو ايضا من أصول كردية، وايضا الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي من أسرة كردية، والممثل السوري الشهير خالد تاجا الذي وصفه الشاعر الفلسطيني محمود درويش بانه: «أنطون كوين العرب» هو كذلك من أصول كردية، وطه ياسين رمضان نائب الزعيم العراقي الراحل صدام حسين هو ايضا من أصول كردية، والغريب كذلك ان محمد علي باشا حاكم مصر ورائد حداثتها يقال إنه من أصول كردية بل ومن بلدة ديار بكر، وليس ألبانيا كما ظننا لسنوات خلت، وصلاح الدين الأيوبي الذي انتصر على الصليبيين وحرر القدس، هو كردي كذلك، فكل هذه الشخصيات سالفة الذكر، وغيرها بالمئات، هي من جذور كردية، غير أن كردستان العراق فجرت مؤخرا قنبلة الاستفتاء على رغبة أكرادها في الاستقلال، مما ينذر اننا على اعتاب حروب تشكيل الدولة الكردية، ونذر اضطراب واسع في عدة دول، خاصة وان إسرائيل ستكون اول المبادرين بالاعتراف بهذه الدولة الكردية في حال اعلانها الاستقلال، وقد تحذو حذوها دول اوروبية اخرى، وخطورة خطوة كردستان العراق انها تجربة قابلة للاستنساخ في منطقة مليئة بالقوميات والطوائف والاعراق، وفي ذلك ضرب في مقتل لفكرة القومية العربية.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
18/09/2017
1640