+ A
A -
ثمة تطورات مهمة تحدث هذه اللحظات، وتفرض نفسها على إيقاع الاحداث في المنطقة. وإذا كانت تركيا هي صانع اساسي لتلك التطورات، فهي التي اكدت فجأة، وبما لا يدع مجالا للشك بأنها تصر على رحيل بشار الاسد عن الحكم بسوريا.
لكن الازمة السورية ليست مجال تحركها الوحيد، ذلك انها تنشط في متابعة ذيول وعواقب الازمتين الخليجية والكردية. وفيما شكت انقرة من هيمنة ميليشيات حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره ارهابيا على 65 ? من الحدود السورية مع تركيا بدعم من الولايات المتحدة، فقد كثفت في الساعات الاخيرة تعاونها مع قطر في جميع المجالات دون استثناء.
وكان لافتا بشكل خاص اتفاق الرئيس التركي مع ضيفه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين في ديسمبر. ويجدر التذكير بأن زيارة صاحب السمو لأنقرة كانت الأولى له خارج البلاد منذ بدء الحصار الجائر، تماما مثلما كان اردوغان اول رئيس يأتي الى الدوحة بعد قرارات المحور الرباعي الغادرة.
وفي الوقت الذي شدد فيه الزعيمان على ضرورة حل الازمة الخليجية من خلال الحوار، فمن المهم الاشادة بالدور التركي الشجاع والصادق والفوري الذي قلب المعادلات، عندما تبين فعلا لا قولا فحسب، أن تركيا تساند الدوحة مساندة متكاملة ووافية ليس فقط من خلال الدعم التجاري والدبلوماسي والسياسي، وإنما من خلال وجود عسكري تركي في قطر، يعتبر في نظر كافة المحللين الضامن الاهم لعدم انزلاق المنطقة الى خيار عسكري لا يحلم به إلا اصحاب الرؤوس الحامية وغير المؤمنة بالوساطة والحوار.
وفيما يتباحث الاتراك مع عدة دول حول احتواء الوجود الكردي المهدّد لأمنهم الحدودي، وإجبار الاكراد على وقف الاستفتاء على الاستقلال، فقد ابدوا من خلال حوار بثته قناة الجزيرة انها وقطر (حسب القناة) تتبنيان موقفا ثابتا من رحيل بشار الاسد خلافا لمواقف دول اخرى.
المحاور هو الرئيس السابق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة في سوريا خالد خوجة الذي كانت وكالة »تيرك برس« من بين اجهزة الإعلام التركية الرسمية التي ابرزت تصريحاته، والتي قال فيها انه يجب الوقوف الى جانب إرادة الشعب السوري الذي يتطلع الى الحرية في منأى عن بشار.
ويبدو ان ضلوع واشنطن في دعم الاكراد وصمت موسكو التي خرقت تعهداتها السابقة للأتراك فيما يتعلق بالازمة الكردية، دفع أردوغان الى سحب البساط من تحت ارجل موسكو والنظام في دمشق التي تعتمد هي والروس على الدور التركي باعتباره الاهم في ضمان امن سوريا التي يبلغ طول حدودها مع تركيا 400 كيلومتر، خاصة بعد ان تخلت السعودية منذ عامين، تدريجيا، عن المعارضة السورية.
يتبع غدا

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
16/09/2017
1591