+ A
A -
ما حذرنا منه طويلا - وغيرُنا كذلك - يحدث الآن بوتيرة متسارعة، تفرض علامات استفهام مرعبة امام مستقبل المنطقة، وسوريا على وجه الخصوص.
نحن ضد الارهاب بكافة اشكاله ومسمياته، كما يجب ان يكون اي وسطي متعقل، غير ان الخطر الماثل والذي لم نخترعه، يجري كالماء المسموم من تحت اقدامنا.
ما نقوله يعتمد على تقرير مهم نشره الكاتب البريطاني الخبير في شؤون الشرق الاوسط «باتريك كوبيرن»، بصحيفة «الاندبندنت»، المعارضة لكل المستبدين في العالم.
وجاء في التقرير ان تنظيم القاعدة الارهابي يؤسس في سوريا اقوى معقل له على الاطلاق، في وقت يتركز فيه الاهتمام العالمي على الهزيمة القادمة لتنظيم داعش المنشق اصلا عن القاعدة.
وطبقا لمعلومات كوبيرن الموثوقة، فقد رسخ تنظيم القاعدة سيطرته الكاملة على محافظة إدلب وما حولها، وعلى معبر حدودي حيوي على الحدود السورية - التركية منذ شهر يوليو الماضي.
وإذ ينقل الكاتب عن «بريت ماكغورك» المبعوث الاميركي في الائتلاف الدولي ضد داعش، قوله ان محافظة إدلب تشكل اضخم ملاذ آمن للقاعدة منذ هجمات سبتمبر 2001، فإنه يقصد هنا القاعدة او «هيئة تحرير الشام» التي كانت تدعى «جبهة النصرة»، والتي تعتبر الآن التنظيم الارهابي الاقوى في الاراضي السورية، والتي يقول كوبيرن انها استفادت من تسرع داعش وتهوره وتتحلى الآن بخبث ودهاء عاليين.
واللافت ان صاحبة المسميات الثلاثة، القاعدة وهيئة تحرير الشام وجبهة النصرة، قضت على كافة منافسيها في إدلب بما فيها «أحرار الشام»، وأنها تضم الآن ثلاثين ألف مقاتل مدرّّب، كما ينتظر ان يفد إليها الكثيرون من الدواعش المهزومين، الذين يفضلون خيار النصرة بدل تعزيز خلاياهم في أوروبا لتعويض خسائر دولتهم المزعومة التي انهارت دون إعلان رسمي.
العالم كله قلق مما سيشكله الدواعش من تهديدات للولايات المتحدة والدول الاوروبية، مدفوعين بالرغبة في الانتقام، لكن هذا العالم لا يبدو منشغلا كما يجب بما يحدث في إدلب، حيث استنتج كوبيرن ما يلي: «إذا هُزم داعش او تحول الى قوة هامشية، فلن يكون لدى الجهاديين العرب السنة (كما سماهم) الرافضين للاستسلام للجيش او المخابرات السورية، اي بديل سوى الانضمام الى هيئة تحرير الشام»، مضيفا أن «العرب السنة في شرق سوريا ربما يتطلعون الى اي وسيلة للمقاومة إذا تصرفت قوات الجيش التابعة للحكومة السورية بالخليط التقليدي من الوحشية والفساد».
أما الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى «فابريس بالانش»، فقد صرح بأن هيئة تحرير الشام تتطلع الى فرض هيمنتها على كافة مجموعات الثورة السورية، وأن الهيئة قاب قوسين أو ادنى من تحقيق ذلك؟!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
15/09/2017
1471