+ A
A -
تابعت كما تابع الملايين حول الوطن العربي وقائع الجلسة الافتتاحية للاجتماع الدوري لوزراء خارجية الدول العربية رقم 148، بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، وتابعت كما تابع الملايين غيري أيضا السجال الذي كان بين دولة قطر ممثلة في رئيس وفدها سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي ودول الحصار مجتمعة، وبكل ثقة واطمئنان أقول كانت الغلبة في هذا السجال لدولة قطر، وبالأحرى للحق القطري، لأن الحق دائما هو الأقوى، حتى لو في مواجهة أعداد كثيرة، وفي تاريخنا العربي والإسلامي كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
لقد كان سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي هادئا واثقا قويا وهو يلقي كلمته ويفند ويدحض ادعاءات دول الحصار، مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الدول لم تأت حتى الآن بدليل يعتد به أو يمكن الاطمئنان إليه على أن دولة قطر تدعم الإرهاب، متحديا أن يستطيعوا ذلك، لأن اتهاماتهم ببساطة ليست إلا افتراءات، ومستنكرا أن يأتوا ببعض الشائعات من السوشال ميديا وبعض التسجيلات المفبركة والادعاء بأنها دليل، وفي مقابل هذا المنطق القوي الذي أقنع وكسب قلوب كل من تابعوا الجلسة جاءت كلمات رؤساء وفود دول الحصار وقد غلب عليها التشنج والتهور وعدم الثقة والتلعثم، وخرج بعضهم عن وقار الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، كالسفير السعودي لدى القاهرة والجامعة العربية أحمد القطان، الذي استخدم لهجة الوعيد والتهديد، ولذلك جاءه الرد الذي يليق بما تفوه به من سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي إذ قال له: «الأخ أحمد القطان نبرته فيها تهديد وأنا أعتقد بأنه مو بقد هذه المسؤولية بأنه يقولها»، ثم يقاطعه القطان بالقول «لا قدها» فرد المريخي بالقول «لا لا منت بقدها»، ثم قال سعادة رئيس الوفد القطري للقطان «إنت تسكت عندما أنا أتكلم، ويجب أن تتعلم آداب الحديث»، عندها بدا القطان صاغرا أمام الجميع بمن في ذلك كل من كان في القاعة، وهذا الرد من سعادة رئيس الوفد القطري ألجم أحمد القطان من جهة، ومن جهة أخرى شفى صدور قوم مؤمنين ونزل بردا وسلاما على قلوب القطريين.
مما لفت انتباه الكثير من القطريين أن سعادة رئيس الوفد القطري وضع دول الحصار أمام نفسها لترى همجية أفعالها ورعونتها وعدم السيطرة على تصرفاتها بقوله: «حتى الحيوانات ما سلمت منكم أخرجتوها بطريقة همجية»، في نفس الوقت أشار إلى أن قطر سحبت سفيرها من إيران تعاطفا مع السعودية ولكن رجعت السفير بسبب ما رأيناه منكم، ليتضح للجميع أن المملكة العربية السعودية في سياستها مع قطر تقابل الإحسان بالإساءة والجميل بالنكران.
ولم ينس سعادته شيئا على درجة كبيرة من الأهمية، لم ينس أن يذكر مجلس الجامعة بمواثيق ولوائح جامعة الدول العربية ومواثيق ولوائح مجلس التعاون الخليجي لأن هاتين المنظمتين لم يقوما بالدور المنوط بهما تجاه هذه الأزمة القائمة بين عدد من أعضائهما.
لن أستطرد في الحديث عن هذه الوقائع كثيرا، فالغالبية قد تابعوها، لكن من الضروري تبيان ثمارها:
- أن قطر أثبتت لدول الحصار أنها متمسكة بسيادتها واستقلال قرارها بالإعلان أمام هذه الدول أن إيران دولة شريفة إذا ما قورنت تصرفاتها بتصرفات دول الحصار.
- أن قطر لا تخشى التهديد ولا تخاف من الوعيد ومن يهدد قطر نقول له: «منت بقدها».
- أن قطر وضعت الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي أمام مسؤولياتهما.
- أن قطر لا تزال تحافظ على الكيان الخليجي من التصدع، ويجب على دول الحصار أن تحذو حذوها.
- أن قطر باقية كعضو فاعل ومؤثر في مجلس التعاون الخليجي وفي الجامعة العربية.
- اقتنع الوطن العربي كله بسلامة الموقف القطري، وأن الحقد الدفين في قلوب دول الحصار سببه المكانة الرفيعة التي تتبوأها قطر عالميا.
تحية تقدير لسعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية وللشعب القطري الذي ازداد تكاتفا، ونقول جميعا ونحن على قلب رجل واحد «القسم والولاء لك يا تميم المجد».
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
14/09/2017
3186