+ A
A -
من الضروري أن نقرأ الهزائم الاميركية في العراق وأفغانستان وفيتنام، وفي كل مكان ارسلت واشنطن إليه مئات الآلاف من الجنود.
هي تخرب الدول التي تغزوها لكنها لا تربح الحرب، بل تخلق الفوضى والإرباك، وتظل هي المهزوم الحقيقي في كل مرة.
حدث ذلك في العراق عندما لعب «بريمر» بالدولة وكأنها كرة، وعندما أفتى الجهلاء الثلاثة بريمر وبوش وبلير بحل حزب البعث العراقي وتسريح الجيش، ثم جلسوا كالبلهاء على سدة السلطة يراقبون البلد يتدهور جراء فعلتهم الغبية، وما زال يواصل التدهور حتى هذه اللحظة.
وقبل العراق هوجمت أفغانستان، وقبلهما كانت اساطيل الولايات المتحدة الجوية تغطي السماء الفيتنامية موحية بأن قوتها الخارجية لا تخسر اي معركة. وفي احدى لحظات الحرب قال الكولونيل الاميركي هاري سامرن المعروف بأنه مفكر عسكري، للكولونيل الفيتنامي «تيو»: هل تعرف أنكم لن تهزمونا في ميدان المعركة أبدا؟ صمت «تيو» لحظة ثم اجاب «قد يكون ذلك صحيحا لكنه غير ذي صلة»!
بعد سنوات علقت مؤسسة الثقافة الاستراتيجية الاميركية على قول «تيو» بالقول: كان الأمر صحيحا تماما لأن القوميين الفيتناميين هم من كسبوا الحرب ضد الاميركيين.
ورغم أن أحدا لم يقدم أسبابا وجيهة تفسر الغزو الاميركي الغبي لفيتنام، فإننا نتحول الى افغانستان حيث كتب الضابط الاميركي دانيال ديفيس يقول ان بلاده تملك مع اكثر من 40 دولة اطلسية وحلفاء آخرين القوة العسكرية الاكثر تطورا وتقنية «ولدينا افضل الجنود تدريبا عدا المدرعات والدبابات من كل صنف والمدفعية والصواريخ الموجهة بدقة».
لكن جبروت هذه القوة لم يستطع هزيمة طالبان التي ما زالت تقاتل ببنادق قديمة من طراز كلاشينكوف ضد الغزاة الاميركيين والحكومة الفاسدة في كابول.
أمران لا بد من التأكيد عليهما وهما ان دونالد ترامب لا يعرف شيئا عن اي شيء، لكنه يفهم ان 200 ألف جندي منتشرين في 177 بلدا قادرون على صنع الأعاجيب!
غير ان الحقائق تقول إن الاميركيين يخسرون في كل الحروب الكبيرة وقد انفقوا المليارات على الحرب في الدول الثلاث، تصل الى 300 مليار في افغانستان وحدها.
العبرة الأهم في كل هذا ان يفهم الفلسطينيون الدرس جيدا خاصة أن الاميركيين الذين يبدون اعداء لهم الآن سيدافعون عن حريتهم غدا عندما يلحقون بالاسرائيليين ما ألحقه الفيتناميون مثلا بالاميركيين.
مثل هذا اليوم ليس ببعيد والقلة غير المسلحة جيدا التي هزمت الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وفيتنام، تؤكد ان الفلسطينيين قادرون على فعل الشيء ذاته. فهم متمرسون وأصحاب ارض وخبرة ووطنية وكل شيء فيها على مرمى حجر فعلا، والأمور قابلة للتحول الى مسببات لزرع الرعب في نفوس القادمين الى بلادنا من كل بقاع الارض.
صدقوني سيتركون كل شيء ويلوذون بالفرار ولن تفيدهم القنابل النووية او ترسانات السلاح والطائرات والصواريخ والدبابات.. اجعلوا فلسطين دولة رابعة يلقى فيها حلفاء الاميركيين ما لحق بالدولة الأعظم من مذلة.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
11/09/2017
1385