+ A
A -
مما لاشك فيه أن دولة قطر تتعرض لحصار وعدوان وحملات ملعونة غير مؤدبة من الجار الشقيق لم تعهدها سابقاً من التلفيق والكذب! في هذه الأزمة خرجت علينا بهلوانات من كل حدب وصوب من قيادات رسمية! وطفيليات عفطية! وفضائيات ناعقة! وحشرات مغردة! وذباب أسود ناقل للبلاء والفتنة! حتى الأغاني وظفت لأغراضهم الدنيئة! للنيل من قطر ورموزها الشرفاء! في دول العدوان ضربت الشعوب على دماغها! وكممت الأفواه! وصودرت الحريات! وعطلت القوانين والدساتير! وبلغ الأمر حداً لا يطاق! أصبح فيه التعاطف مع قطر جريمة يعاقب عليها قانون «قرقاش» بالغرامة أو الحبس! لم تتآمر دول العدوان على أحد كما تآمرت على دولة قطر! ولم تشهر بأحد كما شهرت بدولة قطر! غلاً وحقداً وكمداً وزوراً وكذباً! وأخذو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يروجون سيناريوهات غزو دولة قطر! وقد أكدها صريحة مدوية سمو أمير دولة الكويت الشقيقة في مؤتمره الصحفي في أميركا، رغم محاولة دول العدوان نفي هذا الكلام! ولا ندري ماذا نسمي مواقفهم المرتبكة وحماقاتهم وتدبيرهم! هل هو غزو أم احتلال أم استعمار أم ماذا؟ وكنا نتمنى لو أن دول العدوان قد خططوا لنصرة مسلمي بورما وروهينغا! بدل التفكير في التدخل في قطر عسكرياً! إن جيوشهم في مواقع التواصل الاجتماعي لا تكل ولا تمل وهم يرددون ويبشرون ويصرحون بما ينوون فعله في قطر! وكأن دولة قطر لقمة سائغة! هيهات هيهات! ويوما بعد يوم تتكشف للناس العاديين «من مثلي والحبل مثني» حماقات هؤلاء الأشقاء ونواياهم المبيتة اتجاه قطر وقيادتها وأهلها! وربما تكون هناك نوايا غير معلنة، فالحذر الحذر كل من لا يسمّي حملات دول الحصار عدوانا فإنه لا يفهم في السياسة حبة خردل! أنا شخصياً أنظر لمثل هذه الحملات الملعونة الجائرة بعين الريبة والحذر، وآخذها بمحمل الجد لا الهزل، وأسأل الله أن يرينا في الظالمين العجائب، قبل أن يفسدوا علينا استقرارنا وأمننا وحياتنا ولحمتنا بمخططاتهم الجهنمية ويجعلوها فوق كل مصلحة! فالحذر مطلوب، والاستنفار مطلوب، والحيطة مطلوبة، خليجنا فوق صفيح ساخن! ولا يمكننا أن نحسن النوايا بأميركا أو غيرها! فالرئيس الأميركي أطلق الأزمة والمشكلة وإليه يعود الحل بعد تراجعه، ولكن علينا الحذر قبل أن يحترق الخليج برعونة عياله! أميركا يمكنها أن تفرض بالقوة رأيها على دول العدوان! ومن يستطيع منهم أن يقول لأميركا لا! وهي من هي! هي الحاكم المطلق للعالم غصب عنا رضينا أم أبينا! فما من عاقل يتوقع أن ستبلغ الأزمة الراهنة كل هذه الدرجة من الاشتعال والتعقيدات المأساوية وأميركا موجودة وترغب في حلها! أميركا أراها ويراها العالم أكبر من هذه الأزمة المفتعلة! ويمكنها إخمادها وحلها بضغطة زر! ولكن يبدو أن الأزمة الخليجية برمتها تخضع لأهواء وأمزجة غير معلنة!!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
10/09/2017
1631