+ A
A -
أؤمن بأنه لا يجوز للمرء ان يفكر بما سيحدث بعد شهر أو سنة، وإنما يجب التركيز على ما قد يحدث في الاربع والعشرين ساعة القادمة، ثم تتراكم التطورات. ولما كنت اسوة بالساسة «صياد فرص»، فإن ما يجري على الجانب السوري من الحدود يخدم الاردن في الفترة القادمة، وهو ما يسعدنا ويريحنا ويدخلنا في «استراحة محارب» نحن احوج ما نكون اليها.
فن السياسة كما نعلم هو فن الممكن، والممكن الذي يتحقق الآن هو ما استطاعت موسكو تحقيقه، دون أن يصل الى مرتبة الحل القائم على أرجل متينة.
هذا الحل فرضته الدول الكبرى العاجزة عن العثور على تسوية مُرضية، والظروف السورية المعقدة والكثرة المرعبة للاعبين تجبر الجميع على القبول بترتيب مؤقت يطول لسنين او يقصر لأشهر، من منطلق ان هذه هي الوجبة الوحيدة المتاحة للقضاء على المجاعة.
ذهبوا الى جنيف واستعانوا بالأمم المتحدة، وذهبوا الى آستانة، واستنجدوا بكل اصحاب الخبرات، ووجدوا الابواب مغلقة، وأن الحل الذي سوف ينفذ في الاسابيع والشهور المقبلة، هو ليس الحل المطلوب حتى من قبل المبعوث الدولي دي مستورا الذي سبق وأن «بهدله» بوتين ولافروف لانه اعترض على اعتبار المعارضة إرهابا.
أين دور المعارضة في سوريا، وهل يجوز او يعقل ان يكون المعارضون في اي مكان، قمامة، وهم الذين يشكلون حكومات ظل في دول اخرى محترمة؟
المعارضة في كل مكان هي صمام الأمان لكسر رقبة الطغيان، لكن الاغلبية السنية (85 % من سوريا) التي شكلت وقود الثورة الحقيقية، هي مقاومة شرعية، وليست إرهابية كاالميليشيات القادمة من مختلف انحاء العالم لالتهام سوريا والعراق واليمن.
لذلك فإن هذه الاغلبية التي ضحت بعشرات الآلاف ممن ارتقوا على ايدي النظام والروس الذين انتشلوا هذا النظام من هاويته العادلة، هي التي ستشعل سوريا تحت اقدام الاقلية الطائفية التي تحولت الى مجرد أداة .
وفي أواخر يوم امس الاول وبشهادة الامم المتحدة ثبتت الحقيقة وهي ان نظام الأسد استخدم المواد الكيماوية لقتل اطفال خان شيخون، ولا أظنكم ستقولون كما تقول اسرائيل، بأن الامم المتحدة منحازة لمن لا يدعم المحتل والأفاق والفاسد.
لتكن استراحة محارب إذن وليعش الناس بعض الوقت، لكن المراهنة على ان يستطيب الشعب العيش في مذلة، او في ظل رشوات اقتصادية تحقق ازدهارا زائفا، فهي مراهنة ضد الحق وضد هبوب الحقيقة.
وليعلم العارفون والجاهلون والأغبياء بالمؤامرة والمكائد، أن الفصل الثاني قادم لا محالة، دون ان يملك احد القدرة على تحديد الموعد. تبا للصوص والطغاة والظالمين الذين سمموا افكار الكثيرين.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
10/09/2017
2442