+ A
A -
لا نظن تركيا تواقة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي تقود المانيا رحلة التحلل من الاتراك باعتبارهم أمة سُنية لا يجدر بها ان تصبح عضوا وسط أمة من المسيحيين.
ولا يخفى على احد تقريبا ان الكثير من الاوروبيين لا يجرؤون على المجاهرة بهذا الموقف خشية اتهامهم بالعنصرية والطائفية.
لكنهم يعزون إصرارهم على إخراج تركيا من منبر التفاوض الى أسباب سياسية ودبلوماسية تتعلق، كما نضيف نحن، بمواقف أنقرة المعادية لاسرائيل والمناطحة لاميركا وأوروبا، وأحيانا لروسيا في امور تتصل بمنح منظمات كردية اوروبية مباركتها للمس بسيادة تركيا وتأييدها وإيوائها ارهابيين معروفين من منظمة الحزب الديمقراطي الكردستاني المتطرفة وغيرها من الاحزاب والتنظيمات الكردية الساعية الى اقتطاع الاناضول وأراض تركية وعربية اخرى لاقامة دولة كردية تتحد مستقبلا مع دولة البرازاني في كردستان العراق.
اوروبا عبر اهتمامها المضلّل بالمسعى الكردي لنيل الدولة والاستقلال ودعمها هذا التوجه لإضعاف تركيا العضو الاطلسي الساعي الآن لتقييم اوضاعها في اوروبا، والتخطيط في النهاية للانسحاب من القارة ومن الناتو في آن واحد.. اوروبا هذه تتآمر بالسر والعلن وبدعم من الولايات المتحدة لإبعاد تركيا ومحاصرتها وتخفيض التجارة المليارية معها.
غير ان مسلك الرؤوس الحامية يتواصل ضد انقرة بمشاركة خفية من بوتين الكاره لكل ما هو مسلم والذي اقنع ترامب بالمشاركة في عزل تركيا ومنعها من دخول الاتحاد الاوروبي واالعمل على اخراجها من حلف الاطلسي.
وكما تقول ميركل فإن المعركة الآن تدور حول من يغلق الباب اولا، تقصد باب اوروبا، ونحن نقول ان على اردوغان العالم بالنوايا الاوروبية والاميركية ومشاركة هؤلاء وغيرهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة ان يخرج فورا من باب التفاوض، وأن يضع الاحتياطات اللازمة لمغادرة الناتو، فتركيا غير مرغوب بها هناك، وهو أعلم بذلك، ويعلم مكانه ومحيطه وأصل بلاده الاسلامي.
تحدث مسؤولون اوروبيون على استحياء عن هوة ضخمة تبعد انقرة عن اوروبا، لكنهم لم يتحدثوا صراحة عن حرب تركيا مع الارهاب الكردي ولا عن تصديها المشرف للارهاب الاسرائيلي والتطاول المستمر على الفلسطينيين وعن انصافها الفعلي لفقراء المسلمين في كل مكان تصل اليه.
ربما يتعين الأخذ بالاعتبار وجود مليون تركي في ألمانيا وأكثر من هذا العدد في بقية اوروبا، كما يجدر تذكر التبادل التجاري الملياري والتصرف الحكيم المطلوب إزاء هذه الامور التي ستظل تربط انقرة بالأوروبيين.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
09/09/2017
1351