+ A
A -
بعد أن منيت المحاولات المستميتة من قبل دول الحصار والعدوان بالفشل تلو الفشل! وافتضح ما دبر بليل وفاحت رائحته التي تزكم الأنوف! يحاول الآن المدبرون المغفلون توسعة دائرة العدوان وإعطاءه صبغة فنية وطنية تستميل به قلوب السذج من عوام الناس بإشراك مجموعة مختارة من مطربي بعض دول الخليج والمقيمين فيه في أغنية ضد دولة قطر حتى تثبت أحقيتها في مطالبها وفي أزمتها المفتعلة وفي مواقفها غير المبررة! وحتى تلقى حماقاتها قبولاً حسنا ودعماً أكبر واهتماماً أوسع! وإعطائها صبغة فنية مختلفة عن سابقاتها! حتى النزاعات والصدامات والخلافات بين الدول والحكومات صارت تستقطب جوقة من المطربين والمطربات والفنانين والفنانات -مدفوع لهم الأجر مسبقاً- حتى يروّجوا ويسوّقوا ويغنوا ويطبّلوا ويدافعوا عن الطغاة والظلمة مقابل المال الوفير الذي يتقاضونه الظلمة من سرقة المال العام! أسماء المطربين في وصلة التطبيل كان لافتاً للنظر! وأسماؤهم مشهورة ولهم شعبية بين المتابعين وجمهور الفن الراقي.. والكل يتساءل مستنكراً هل كنا مخدوعين بهم؟ من يحترف التطبيل هم صعاليك الفن عادة من أجل الشيكات كما يلوّح بالعظمة للكلاب! ولكن الكبار من أهل الفن الذين يمتلكون القلوب كيف لهم أن يسقطوا هذه السقطة؟!
من المؤسف أن يختلط الفن الجميل وينساق المطربون المحبوبون كالقطيع والشياه في دهاليز السياسة! ويعرضوا أنفسهم ورسالتهم للامتهان والتدنيس، وتنكتب أسماؤهم في سجلات المأجورين وكأنهم لا كرامة لهم ولا ضمير! فقط همهم الأول والأخير المال ولا بديل عن المال والشيكات على بياض!
على حكّام دول الحصار والعدوان أن يرتاحوا اليوم.. فقد سجل للدفاع عن جرائمهم وحصارهم الجائر وعدوانهم جوقة من المطربين الذين كنا نكن لهم المحبة والتقدير ولكن اليوم في هذه الأزمة افتضحوا! أطلقوهم ساداتهم لإثارة ضجة أخرى في محاولة صب البنزين على النار وإثارة الفتنة! لعن الله من أيقظها! لتضليل الناس والعوام والرأي العام! تحول الفن الجميل من وسيلة نزيهة تؤدي رسالة عظيمة تخدم الشعوب وترفع وعيهم ومستوى إدراكهم، إلى أداة هدم وإفساد وتخدير وكره وفتنة تشغل الشعوب عن قضاياها المصيرية، وتسويق ألاعيب وكذب وفساد بعض الأنظمة الحاكمة ومكائدها!
الأغنية الهجينة إياها نعدها انحداراً للأغنية الخليجية العربية ولا تضيف لها شيئاً! ولا تقدم إلا الفتنة والشقاق بين الأشقاء! شاذة المضمون والأداء والرسالة، مستنكرة! أغنية فاشلة وغير مدروسة بل مدسوسة بطبيعة الحال! أغنية عابثة تستهزئ بذوق المستمع الخليجي والعربي! كلمات جوفاء دونية لحظية! لا تخاطب الفؤاد خالية من كل إحساس! تساهم في خلخلة وزعزعة المسامع التي اعتادت على الطرب الجميل الأصيل! أغنية لا توازن بها! رديئة الكلمات والأداء والتشكيلة المنتقاة! على حساب الجودة والرسالة الهادفة! هذه الأغنية ولدت ميتة لأنها مجردة من كل إحساس، تخضع فقط لمنطق الفلوس، هذه الأغنية خيانة للأمة! فيها نفاق سياسي مؤدلج، محسوبة على أنظمة حكم تريد أن تسوّق نفسها وتلمّع صورتها القبيحة أمام شعوبها والمجتمع الخليجي، بالتعاون مع مطربين متاجرين بالأزمة، لا هم لهم إلا التكسب دون خجل أو قليل من حياء! وكله من أجل الفلوس! ولكن نحن نراهن على المستمع الخليجي الذكي والفطن والذويق.. ونثق في تقييمه.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
08/09/2017
3099