+ A
A -
اثنان وعشرون عاماً، عشتها في قطر، والحياة على أرضها تتواصل، ومن رأس نبعها نهلت، ونهل كل من وطأ ثراها مبادئ وعادات وتقاليد، شكلت شخصيتي وتكويني، وبت من ضمن هذا النسيج الذي يضم هذا التنوع البشري كما باقة ورد في مزهرية تسر النظر وتبعث الطمأنينة في نفوس مشاهديها، لقد تابعت مراحل بناء الصرح القطري القائم على أخلاق وضعها المؤسس الذي مد يده للقبائل وللجيران مستقبلاً المضيوم صافحاً متسامحاً مع المسيء، يطرح حلول السلام، وهو نهج عشته مع الأمير الوالد أطال الله في عمره حين وضع النهاية لخلاف مع البحرين استمر لأكثر من مائة عام، امتد من 1868 حتى صدور محكمة العدل الدولية 1999 لتمد قطر يدها إلى المنامة وتبدأ في مشاريع مشتركة، كان على رأسها «جسر المحبة»، الذي كان سيأتي بالخير للبحرين كمنفذ بري ثانٍ بعد جسر الملك خالد، وهو المشروع الذي انتظره الشعبان منذ سنين ولكن..
قطر تعلم وتعلم، فهي تعلم من هو صديقها ومن هو عدوها، وتعلم من يتآمر عليها ولماذا يتآمر عليها، وتعلم من يستحق الإخاء ومن لا يستحق، فها هي تفتح الباب وبلا تأشيرة لمن وقف معها ومد جسراً جوياً محملاً بكل ما تحتاجه قطر من مواد غذائية من الرباط إلى الدوحة ومن بيروت إلى كعبة المضيوم،
قطر تعلم من يحبها ومن يكرهها، وتعلم من يريد أن يتعلم كيف يحب.
هذه جامعات عالمية تملأ السماء إشعاعاً بالتسامح ولو لم تجد بيئة جاذبة لما أقامت بنيانها في قطر.. هذه المساجد، تمتد من الشمال إلى الجنوب تجد فيها القطري والعربي والآسيوي والأوروبي والإفريقي والأميركي، ومثلها مجمع الأديان الذي أتاح الحرية للعبادة، قطر تعلم وتعلم.. لا تنتظر شاعراً يهيم في وادي النفاق، ليعلمها ما تعلم وتعلم، ولا تنتظر أن يعلمها مطرب يقول ما لا يعلم.
نبضة أخيرة
أخبرني العراف.. سأعود إليك يوماً، وإن طال الفراق.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
08/09/2017
1642