+ A
A -
تضيق دائرة الخطر حول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكثر فأكثر.اليميني المتعجرف تحاصره وزوجته اتهامات بالفساد من كل الاتجاهات.
الدائرة الضيقة من رجاله المقربين تم توقيف سنة منهم في التحقيقات الجارية بقضية صفقة الغواصات الألمانية،وكلهم من الشخصيات العسكرية والاقتصادية النافذة.
وزير الحرب السابق موشيه يعلون الذي أطاح به نتانياهو لمعارضته الصفقة قدم شهادته أمام المحكمة،وسيكون لها أثر كبير على سير التحقيق.
المحكمة كانت قد مددت اعتقال مدير مكتب نتانياهو السابق المشتبه بتورطه بصفقة الغواصات.أما المدير الأسبق لمكتبه أري هارو، فتحول إلى«شاهد ملك» في التحقيق بعد أن ابدى تعاونا كبيرا مع المحكمة،وقدم شهادة وصفتها مصادر التحقيق لوسائل إعلام إسرائيلية بأنها مهمة وجوهرية للملف.
فساد نتانياهو لا يتوقف عند صفقة الغواصات،فقد تأكد من قبل تورطه بقضية سابقة حصل بموجبها على آلاف الدولارات كهدايا من أحد الأثرياء.كما ثبت تورطه بالتدخل في عمل صحيفة«يسرائيل هوم» اليمينية وإجراء مئات الاتصالات مع مالكها ورئيس تحريرها، في إطار تعاون مشترك لخدمة سياسات حكومته، وهو مايعد فسادا حسب القانون الإسرائيلي.
أما زوجته المتنفذة فقد تقدمت الشرطة قبل أيام بلائحة اتهام بالفساد ضدها بتهمة الاحتيال وصرف أموال عامة بطريقة غير مشروعة،وهى ثالث لائحة اتهامه بحق هذه«النصابة» الغارقة حتى أذنيها بالفساد.
نتانياهو سياسي محتال، أفلت مرارا من العقاب،وتظهر سيرته الطويلة في السلطة أنه شخص شجع لايتورع عن استغلال نفوذه السياسي للثراء، وتوظيف علاقاته مع رجال الأعمال لتعزيز سطوته السياسية والبقاء على كرسي رئاسة الحكومة.
في هذه الأوقات بالتحديد يشعر نتانياهو بأنه في مرحلة حرجة، وقد ينتهي به المطاف في السجن مع زوجته التي لايطيق النظر في وجهها.
لكن الاتهامات هذه المرة تنطوي على خطورة مضاعفة لأنها وحتى في حال إفلاته من العقاب القانوني، قد تفضي إلى خسارته لمنصبه السياسي، أو سقوط حزبه في انتخابات الكنيست المقبلة،أي أنها تضع نهاية لحقبة نتانياهو الكارثية.
ولهذا يحاول نتانياهو بأسلوبه الشعبوي والدعائي كسر الحلقة التي تضيق حول رقبته، برفع منسوب خطابه اليميني لاستمالة المتطرفين في إسرائيل لصالحه،وتصعيد لهجة الكراهية والعداء تجاه الفلسطينيين هي أفضل وأقصر الطرق لكسب ولاء الجمهور الصهيوني في إسرائيل.
نتانياهو سيغدو أكثر خطورة في الأشهر المقبلة،ولن يتورع عن ارتكاب أيه جريمة ليضمن لنفسه البقاء.
سياسيا سيزاود على أعتى المستوطنين الإرهابيين،ويجهض المبادرة الأميركية للاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وفق مبدأ حل الدولتين،وسيدعم خطط الاستيطان والتهويد، خاصة في القدس المحتلة.
وعسكريا لن يتردد إذا ما وجد أن ذلك يخدم مصالحه، بشن حرب على قطاع غزة،وحشر السلطة الفلسطينية في زاوية ضيقة.
وهو بلا شك شخص مهووس بالسلطة والنفوذ،وكان على الدوام بارعا في دعاية تقوم على فكرة خلق الرعب في أوساط الإسرائيليين من أخطار خارجية تهدد وجودهم، لإقناعهم بالتصويت له بوصفه السياسي الأكثر حرصا على أمنهم واستقرارهم.
كانت إيران على الدوام«البعبع» الذي يلجأ إليه نتنياهو في معاركه الانتخابية،ولن يتوانى في هذه الظروف عن توظيف«الخطر الإيراني» لاحباط الجهود القضائية.ومن يدري فقد يلجأ لأبعد من ذلك مع إيران ويفتعل مواجهة عسكرية معها في سوريا على أقل تقدير،ليدخل المنطقة كلها بالمجهول.
نتانياهو مثل قط محشور في قفص ولن يكون أقل وحشية مماهو عليه دائما.
بقلم : فهد الخيطان
copy short url   نسخ
08/09/2017
2666