+ A
A -
هل ينوي ترامب القضاء على طموحات إيران في سوريا؟ تحت هذا العنوان نشرت مجلة «الفورين بوليسي» مقالاً بقلم »جون هانا« وهو محلل عمل مع ديك تشيني ومجلس الأمن القومي الأميركي، المقال مهم وخطير والجواب على السؤال هو «لا»، وليس «نعم» كما تعهد الرئيس ترامب في قمة الرياض، وكما توعد قادة سعوديون شاركوه القمة.
ولكن لماذا اتبعت إدارة ترامب مسلكاً لا يدل على أنها تريد القضاء على طموحات إيران الخطيرة في الأراضي السورية؟ يرد «جون هانا»: «باختصار نحن لا نعرف، فرسائل واشنطن مختلطة بشكل متعمد».
على المستوى العام يؤكد «فرسان الإدارة» التصميم على مكافحة االتدخلات الإيرانية، إلى درجة أن وزير الخارجية تيلرسون قال للصحافة إن على جهاز الحرس الثوري ووكلائه الأجانب المغادرة أو العدوة إلى أوطانهم كجزء من الحل النهائي للصراع السوري.
وبلغ التصميم حداً دفع الولايات المتحدة هذا الصيف إلى إسقاط طائرتين مسيَّرتين لإيران وطائرة سوخي تابعة للنظام. ويبقى السؤال: لماذا الحزم ضد الإيرانيين وحلفائهم سياسياً وعسكرياً وماذا حدث لسياسة الاحتواء التي أعلنها ترامب من الرياض، ولماذا لا تفسر لنا أميركا أو السعودية ما حدث بالفعل من تفاهمات سرية؟
ولكن سرعان ما اتبعت واشنطن استراتيجية مفادها أن مهمة التحالف تكمن في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في سوريا والعراق، وأنها لا تسعى إلى احتلال أرض أو مقاتلة النظام الروسي أو نظام الأسد أو القوى الميليشيوية المشاركة معهما، بشرط ألا يتعرضوا بالتهديد لقوات التحالف، أي الولايات المتحدة.
وبعد أيام ساءت الأمور إلى درجة أن الكولونيل ريان ديلون الناطق بلسان الائتلاف، رحب بما وصفه هجوماً منسقاً من قبل القوات المتحالفة مع الحرس الثوري، للاستيلاء على مواقع داعشية غنية بالنفط في منطقة دير الزور.
وأضاف ديلون أن «قوات الائتلاف (ضد داعش) لن تقف مع المعارضة طالما لم يكن هناك تصادم مع قواتنا». وكانت إجابات العقيد كما قالت «الفورين بوليسي» تتلخص بقوله إن «القوات الموالية لإيران تبذل جهداً منسقاً للدخول إلى مناطق داعش، ونحن هنا لمقاتلة التنظيم أيضاً».
مر شهران ونصف على أقوال ديلون، دون أن يصدر عن واشنطن ما يفند هذا الكلام أو تطعن فيه سلطة مأذونة، بل واصلت واشنطن التسهيل لعمليات عسكرية تقودها روسيا بمساعدة إيران ونظام الأسد.
فهل باعت واشنطن حصتها السورية إلى روسيا بمقابل خفي، أم أن الصراع له تتمة تؤكد أن الصراع لم يستكمل بعد؟ العهد السعودي بالسعي لاحتواء إيران اضمحل وذرته الريح وصار كما لم يكن.
غير أن ما أعلن رسمياً في طهران قبل يومين عن اتفاق مع الرياض لعقد مباحثات دبلوماسية يثير الكثير من الريبة والشكوك في صفقات قد نسمع عنها قريباً جداً، خاصة بعد فشل ترامب المروع في تحقيق ولو ذرة تقدم في فلسطين.
إسرائيل طار صوابها أو كاد وهي ترى الميليشيات على حدودها بقيادة الحرس الثوري. أما الوفد الأمني الإسرائيلي الذي عاد من واشنطن خائباً منذ أيام، فقد قال للمخابرات الأميركية: «لقد جئنا إلى هنا للتحذير من انتشار ميلشيا حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا، وإذا لم تتحركوا بصورة حازمة فستتركون الشرق الأوسط للإيرانيين بزعامة روسيا».
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
07/09/2017
1463