+ A
A -
لا يكف الرئيس الأميركي عن تكرار التلويح بخيار القوة فيما يتعلق بالمسألة الكورية، وقد حذر البيت الابيض يوم الأحد الماضي كوريا الشمالية من ان واشنطن لن تتوانى عن استخدام كل امكانياتها، بما في ذلك السلاح النووي، اذا ما واصل نظام كيم جونغ-اون تهديداته لواشنطن أو حلفائها، وقالت الرئاسة الاميركية في بيان إن «الرئيس ترامب جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة الدفاع عن بلادنا وأراضينا وحلفائنا بكل ما لدينا من إمكانيات دبلوماسية وتقليدية ونووية».
في اليوم التالي للتهديدات الأميركية، رصدت كوريا الجنوبية مؤشرات تفيد بأن الشمال يعد لعملية إطلاق صاروخ بالستي جديد قد يكون صاروخا عابرا للقارات، من المرجح أن تتبعها حملة تهديدات أخرى دون أن تكون لدى واشنطن أي استراتيجية حقيقية لوقف هذا التهديد للسلم الدولي.
لغة القوة لم تجد نفعا، ويبدو أن بيونغ يانغ اطمأنت إلى أن إدارة الرئيس ترامب لن تتجاوز «لغة التغريدات» لذلك رأيناها تمضي بعيدا في تجاربها غير عابئة بأحد.
كوريا الشمالية تهدد الأمن والسلم الدوليين، وهي تمضي في تجاربها الصاروخية والنووية دون أن يكون هناك مايهدد أمنها، لكن الولايات المتحدة تخطئ المرة تلو الأخرى عبر المضي في لغة العقوبات، فهي لم تردع كوريا الشمالية ولا يبدو أنها ستفعل ذلك مستقبلا، لذلك لابد من استكشاف طرق جديدة تقوم على حوار مباشر من أجل التوصل إلى حلول تراعي هواجس الجميع، بما في ذلك الدول الأكثر تأثرا بهذه التطورات مثل كوريا الجنوبية واليابان.
كل الحروب والخلافات انتهت على طاولة المفاوضات، والأزمة الكورية الخطيرة لابد لها أن تنتهي هي الأخرى عبر الحوار، هذه مسؤولية دولة كبرى بحجم الولايات المتحدة، تجاه العالم بأسره، أما التلويح بالمزيد من التصعيد فلن يكون في صالح أحد على الإطلاق.
بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
07/09/2017
2633