+ A
A -
رغم ان ثلاثة شهور تفصلنا عن قمة دول مجلس التعاون الثامنة والثلاثين في الكويت بديسمبر المقبل، فإن استعصاء الازمة الخليجية على الحل منذ اطلاق فيروسها المتعمد في اوائل يونيو، يطرح الكثير من الاحتمالات والسيناريوهات على القمة اذا قدر لها ان تنعقد.
وإذ لا يمكن ان نستبعد تماما لجوء السعودية والامارات والبحرين الى مزيد من الاجراءات التصعيدية قبل القمة، فإن مثل هذه الحماقة قد تفسر «الصمت الشراني» السائد، وما يحمله من نوايا كيدية محتملة، بعد فشل الحصار والضغط والتهديد، في ثني قطر عن التزامها قرارا مركزيا: لا حوار قبل رفع الحصار.
وفي كل الاحوال، تدور في الاذهان عشرات الاسئلة فيما يتعلق بقمة الكويت منها: هل تُدعى قطر ومن سيدعوها، وهل تقبل أصلا لو دعيت، ام ستصر على رفض المشاركة ما دامت قيد الحصار؟
غير ان الاسئلة لا تقتصر على مسألة حضور قطر القمة او غيابها عنها، ولكن هناك تساؤلات حول ما اذا كان سيحدث اختراق ما، قبل موعد القمة، يسمح بحضور قطر ويضع الازمة على طريق الحل، او حول مفاجآت دبلوماسية او ربما غير دبلوماسية، قد يُقدم عليها اصحاب الرؤوس الحامية إياهم.
أمانة المجلس منشغلة في التشاور مع الدول الاعضاء حول تفاصيل عديدة لا تشمل فقط احتمال انقضاء الشهور الثلاثة دون الاختراق المأمول، ولكن تشمل ايضا جدول الاعمال ومسودة البيان الختامي، وكافة السيناريوهات المترتبة على حضور قطر او غيابها.
مهمة الامانة العامة شاقة بالطبع، وكذلك اجتماع الشيخ صباح الاحمد يوم الخميس مع الرئيس دونالد ترامب. فهذا اللقاء سيتقرر على ضوء نتائجه، ما سيحدث في المدة الباقية على قمة الكويت. ويجدر التذكير بأن زيارة الشيخ صباح للولايات المتحدة تأتي بعد اسبوع من اتصال هاتفي اجراه الرئيس الاميركي مع الملك سلمان، لحثه على التصرف لإنهاء الازمة بسرعة، حتى تركز واشنطن والرياض جهودهما على ثلاث اولويات: التهديد الايراني للمنطقة، والصراع في سوريا، ومكافحة الارهاب.
لا نظن ان قطر تميل الى الانسحاب من مجلس التعاون، فهي من أشد المدافعين عن وحدته، والدخول في حوار مستعجل لتسوية الازمة الخليجية وإرساء هذه المنظومة العربية ذات الاهمية الشديدة، على أسس جديدة من المتانة والعدالة والتوافق، وإتاحة الفرصة لكل دولة عضو، لأن تمارس سيادتها وتأخذ قراراتها بحرية، دون ان تؤذي حقوق الآخرين ومتطلباتهم.
لم تبدر عن اي طرف نوايا تشمل الخيارات العسكرية، ولكن إذا لم يتحول مجلس التعاون الى منبر لا إملاءات فيه، فإن المستقبل سيكون محملا بالتوتر. لذلك فإن فرصة مثلى تكمن في لقاء صباح الاحمد مع ترامب، ترقبا لحدوث الاختراق المأمول والذي يجب ان يتحقق مهما كلف الامر من جهد وتضحية.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
04/09/2017
1353