+ A
A -
في جلسة جمعتنا في العيد في مجلس العزيز بوخالد أحد القانونيين المصرفيين المشهود له بالكفاءة والخبرة، وروحه السمحة، مع مجموعة طيبة من المثقفين والشباب وجيل المستقبل الواعد، وبعد السلام والتحيات والديباجات والمقدمات والتهاني والتبريكات، وتناول مالذ وطاب من الحلوى القطرية والقهوة العربية، أخذنا الحوار والحديث عن الأزمة الراهنة، حصار دولة قطر والعدوان علينا من قبل بعض دول الجوار! وتكلمنا عن تلك الخطبة التي ولّدت لدينا القلق والحيرة والشك في بعض علماء مكة والسيرة! تلك الخطبة التي كانت حزنا للأمة لا غبطة ولا موعظة حسنة! هموم كبرى وأمة حبلى بالأحزان والتشرذم والجراح النازفة وحصار مع قطر أضر بالكبار والصغار وأدى إلى قطع الأرحام! والشيخ يناشد ويهيب بالحجاج أن يبتهلوا إلى الله ليحفظ «الفرسان» ويفسح لهما باسميهما وصفتيهما تبجيلاً وتفخيماً!! «فرسان» الشيخ هذان أذاقا دول الجوار الويل والثبور والذل والدمار والخراب! حرب همجية دموية أبادت اليمن من بشر وشجر وحجر ومدر! مناظر نشاهدها يومياً على شاشات الفضائيات المحترمة والموضوعية ونتوجع منها والشيخ يناشد الحجاج أن يبتهلوا إلى الله ليحفظ حماة الأوطان للقضاء على الطغيان!! دماء نازفة ومتدفقة! وأرحام متقطعة! وحصار على جار كانت له أياد بيضاء على إخوانه وجيرانه وأشقائه! وحضرة الشيخ يتجاهل هذه المكارم وهذه الأزمة ليطلب من الحجاج أن يبتهلوا إلى الله ليحفظ ولي نعمته حتى يواصل ظلم دول الجوار!! عندما يتناسى الشيخ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، ويتجاهل الأزمة والإشكال، والحماقات، ويخلط الحرام بالحلال، ويطلب من الحجاج في عرفات الدعاء «للفرسان» فهذا يعني أننا في خبر كان ويوم القيامة قد حان! خطبة غريبة وضعتنا في «حيص بيص» اعتبرتها كما اعتبرها غيري غير موفقة! لأنها تكرس خطأ! ولا تقيم عدلاً! وترفع باطلاً! وتثبت زيفاً! ويمكن لأي أحد يخرج علينا غداً ليقول متهكماً «منابر الوعظ والدرس خربت يا رجالة»! عرفنا الخطيب الواعظ بأنه لسان صادق مؤثر! أما اليوم تسمعه فلا يحركك! ولا يعجبك! ولا يستهويك! لأنه يصف الظالم بالعادل ويقول كلاماً متخلفاً ويضع نفسه في ورطات سخيفة! وأستطيع أن أقول إن هناك خطباء يقولون كلاماً لا يليق للأمة لأنهم يمتدحون مسؤولين وقيادات هبطوا بالأمة إلى القاع!! ولا أجد ما أصف به خطبة الشيخ الجليل لمولاه وولي نعمته إلا أنها نوع من التزلف الذميم! والتملق الرخيص! الأقرب إلى العار! ونتساءل: من أحق بالدعاء والابتهال الظالم أم المظلوم؟! الضحية أم الظالم؟! قطر المحاصرة أم غيرها؟!!!! ولعل الشيخ وكل شيخ يقرأ سطورنا فيرعوي.. أي يكف ويرتدع ويخاف الله فيما يقول! يقول الخليفة عمر بن الخطاب «لا خير فيكم إن لم تقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها» ويقول «رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي».
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
03/09/2017
1765