+ A
A -
أمد خيوط قلبي بين صعيد عرفة هناك حيث مهبط والدنا آدم، وبين أراكان هناك في ميانمار حيث الدم يسيل من قلوب إخوة لنا فقط لأنهم يلبون نداء الله، وفي هذا اليوم الحرام في هذا الشهر الحرام، وضيوف الرحمن يرفعون النداء «لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وإخوتنا المسلمون تتصاعد صرخاتهم كلما هوى سيف بوذي على رقبة مسلم وكلما اخترقت رصاصة عسكري بوذي لقلب مسلم، حقد زرعه الاستعمار في قلوب البوذيين، وكما شجع اليهود في فلسطين لارتكاب المجازر ضد المسلمين شجع البوذيين على ارتكاب المجازر في نفس العام انتقاما من المسلمين الذين واجهوا الاستعمار بقوة مما جعل الاستعمار يخشاهم، فبدأ حملته بالتخلص من نفوذ المسلمين باعتماد سياساته المعروفة وعمد على تحريض البوذيين ضد المسلمين، وأمدهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام 1942م فتكوا خلالها بحوالي مائة ألف مسلم في أراكان!
وفي عام 1948م منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصلوا على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا وعودهم، واستمروا في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين (الروهينغيا) والبوذيين (الماغ) أيضاً، وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين. ولم تتغير أحوال المسلمين الروهينغيا، بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجوداً، وقد نجحت هذه الممارسات في تهجير 3ـ 4 مليون مسلم حتى الآن ومئات آلاف القتلى.
أمد جسرا من قلبي إلى أراكان لإنقاذ آخر طفل قبل أن يذبحوه لعله يروي الحكاية لمن يلبون الله في البيت العتيق ومن يولون أنفسهم مسؤولية حماية المسلمين.
هفا قلبي إلى البيت العتيق، وإلى بيت جدتنا الأول وإلى مهبط والدنا آدم الأول على صعيد عرفة، ولكن حزني يصافح الأقصى ومساجد تهدم وأرواحا تزهق في بلدين سلمتهما بريطانيا للبودست والصهيونست.
نبضة أخيرة..
بنيت صرحا من حلم حين قالت أحبك، وحين اختفت هوى الحلم..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
01/09/2017
1483