+ A
A -
عقوبات أميركية جديدة بحق فنزويلا ونظام الرئيس مادورو.. وروسيا تسجل نقدها للموقف الأميركي... فنزويلا إلى أين..
تعتمل التطورات المتلاحقةِ في فنزويلا، وتكاد الأمور أن تصل حدود العنف والانفجار كل يوم، وما تلبث أن تتم عملية فرملتها المؤقتة بانتظارِ تطوراتٍ لاحقةٍ قد تفضي لتحولاتٍ دراماتيكيةٍ في المشهد السياسي المُضطرب في البلاد منذ عامٍ تقريباً. فالإرث السياسي في البلاد يتضمن بالأساس فسادًا وعنفًا وانفصاماً في المجتمع منذ عدة عقودٍ من الزمن. وقد جسدت فترة حكم الرئيس الفنزويلي الأسبق (كارلوس آندريس بيريز) سنة 1989 هذا العنف السياسي والمادّي، في أوج صوره ومفاعيله.
انتخب الفنزويليون الرئيس الراحل (هوغو شافيز) رئيساً سنة 1999، وهم مندفعين للتغيير في البلاد، وقد طَرَحَ برنامجِ إصلاحٍ سياسيٍ واجتماعيٍ مُتقدم نسبياً، وأعيد انتخابه سنة 2006، فعمل على إعادة توزيع ثروات الريع النفطي وزيادة الإنفاق من أجل خفض نسبة الفقر وتحسين ظروف حياة ملايين الفقراء، وزيادة الإنفاق على مجالات الرعاية الصحيّة والتعلم، وقد ارتفعت نسب الإنفاق الاجتماعي من 8.2% من إجمالي الناتج المحلي سنة 1998 (قبل أن يُصْبِح شافيز رئيساً) إلى 13.6% سنة 2004 وانخفضت نسبة الفقر من 55% من المواطنين سنة 2003 إلى أقل من 31% سنة 2006، وارتفع عدد الأطباء من 1600 طبيب للرعاية الأوليّة لخدمة 23.4 مليون نسمة سنة 1999 إلى 20 ألف طبيب لخدمة 27 مليون نسمة سنة 2006 والتحق أكثر من مليون شخص ببرامج محو أميّة الكبار... وبالتالي فقد تمكّن الرئيس الراحل (هوغو تشافيز) عملياً من القيامِ بإصلاحاتٍ عديدةٍ لصالح الفئات الوُسْطى والعمال والفُقَراء، وساعده على ذلك ارتفاع أسعار المواد الأولية لأكثر من عقدٍ من الزمن كــ (النفط والمعادن) وهي المواد التي تصدرها فنزويلا.
(يتبع)

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
01/09/2017
1803