+ A
A -
خاض الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن حرباً فاشلة على الإرهاب، عندما تعهد في أعقاب اعتداءات «11» سبتمبر بهزيمة كل جماعة إرهابية لها نفوذ عالمي، ومازلنا حتى اللحظة نواجه تبعات سياسته التي اعتمدت على الخيارات العسكرية وحدها، وكان من نتائجها الأوضاع المأسوية التي نشهدها اليوم.
الرئيس السابق باراك أوباما، حاول معالجة قضية الإرهاب من منظور مختلف، لكن النهج كان واحداً إذ بُني على افتراضات كاذبة ومكلفة ومنافية للأخلاق، حيث دفع المدنيون الأبرياء الثمن الفادح لانعدام الرؤية.
الرئيس الحالي دونالد ترامب، خليط من الاثنين معاً، لذلك من المرجح أن تكون النتائج مماثلة، إذ إنه في كل الأحوال لم يتم التعاطي مع مسألة الإرهاب من منظور مسبباته والظروف التي نشأ بها، وهكذا تم التعامل على الدوام مع النتائج بردود فعل غاضبة تسببت بالمزيد من الأعمال الوحشية من جانب الإرهابيين، فكان أن تفاقمت هذه الظاهرة وبلغت ذروتها بظهور تنظيم داعش وسيطرته على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية، بالإضافة إلى تمكنه من ارتكاب جرائم مروعة في العديد من الدول الأوروبية.
هذا التنظيم يبدو إلى انحسار اليوم بفضل الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب، وهي حملة لا بد أن ترافقها رؤية واضحة من أجل القضاء على مسببات الإرهاب والدافع وراء انخراط الشباب في أعمال وحشية من النوع الذي رأيناه، وهذا يفترض إعادة نظر شاملة بقوانين دمج المهاجرين ومساعدة الشباب في الدول الأكثر فقراً، من أجل توفير فرص التعليم والعمل الأمر الذي سيقود تلقائياً إلى الحد من هذه الظاهرة المدمرة، لكن من المؤسف أن كل ما نراه هو امتداد لسياسات فاشلة أججت الكراهية وأدت إلى المزيد من الفوضى.
بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
31/08/2017
2757